التعلم المرتكز الي المشاعر Emotion-based learning

التعلم المرتكز الي المشاعر


تُعتبر المشاعر عنصراً أساسياً لعملية التعلم، حيث تلعب دورًا محوريًا في تشكيل تجاربنا التعليمية وتعزيز القدرة على استيعاب المعلومات. إن التركيز على المشاعر في العملية التعليمية يمكن أن يؤدي إلى زيادة التحفيز والانتباه، مما ينعكس إيجابيًا على الأداء الأكاديمي. ولذلك عند تفعيل المشاعر الإيجابية، مثل الفرح والفضول، يصبح المتعلمون أكثر قدرة على الانغماس في المادة التعليمية واستكشاف الموضوعات بعمق أكبر. 
في هذا السياق، يبرز دور التعلم المتمركز حول المشاعر كأسلوب مبتكر يهدف إلى دمج المشاعر ضمن الاستراتيجيات التعليمية التقليدية. يتطلب ذلك اتخاذ خطوات واعية لتوفير بيئة تعليمية تفاعلية تشجع على التعبير عن المشاعر وتبادلها بين المعلمين والطلاب. توافر هذه البيئة القائمة علي المشاعر يعزز من تطوير مهارات التفكير النقدي والاستقلالية في التعلم. 
ويُعتبر التعلم المتمركز حول المشاعر أحد المفاتيح الرئيسية للاستفادة الفعالة من التعليم. إذ يسهم في بناء علاقات إيجابية بين الطلاب والمعلمين، مما يُعزز من القيم الإنسانية ويُضفي طابعًا مميزًا على التجربة التعليمية. 
من خلال تلك العملية، يمكن أن تصبح المؤسسات التعليمية بيئات أكثر تحفيزًا ودعمًا لأي متعلم، مما يؤدي إلى نجاح مستدام على الصعيدين الأكاديمي والشخصي.

A. تعريف وأهمية التعلم المرتكز على المشاعر :

تتجه العديد من الدراسات الحديثة نحو فهم أعمق للتعلم المرتكز على المشاعر، حيث يُعتبر من الأساليب الفعّالة في تعزيز التجربة التعليمية. يعتمد هذا النوع من التعلم على إدراك العواطف وتأثيرها القوي على قدرة الطلاب على الاستيعاب والتفاعل مع المحتوى. فكما يُشير البحث إلى ضرورة دمج محتويات التعلم القائم علي المشاعر في المناهج التعليمية. 
فإن العلاقة بين المشاعر والتعلم الأكاديمي أمر لا يمكن تجاهله (Garner et al., 2013). يتسلح المعلمون بأدوات التعلم القائم علي المشاعر لتحفيز طلابهم وإعدادهم لمواجهة تحديات الفصول الدراسية بشكل إيجابي. 
فالتعلم القائم علي المشاعر يركز على تطوير القدرات العاطفية والاجتماعية للطلاب، مما يسهم في تحسين أدائهم الأكاديمي والاجتماعي (Dr. Marc Brackett). تعتبر هذه العملية ضرورية لإنتاج جيل قادر على التفاعل بإيجابية مع غيره، وبالتالي تهيئة بيئة تعليمية مليئة بالحيوية والإبداع.
A. النظريات النفسية الداعمة للتعلم المرتكز على المشاعر:
تعتبر النظريات النفسية الداعمة للتعلم المرتكز على المشاعر ضرورية لفهم كيفية استثمار المشاعر في تعزيز عملية التعلم. حيث تُظهر الأبحاث أن الانفعالات تلعب دورًا حيويًا في تحفيز الأفراد، مما يساهم في تعزيز الدافعية وتحسين التفاعل بين الطالب والمعرفة. 
تشير بعض الدراسات إلى أن فهم الذكاء العاطفي يمكن أن يساعد في تجويد بيئة التعليم، حيث الانفعالات هي جزء أساسي من عملية التعلم، حيث تلعب دوراً حيوياً في تحفيز الفرد على الاستمرار في التعلم وتحقيق الأهداف. 
بالإضافة إلى ذلك، تتضمن النظريات الاجتماعية والعاطفية، مثل نظرية التعلم الاجتماعي، أهمية العلاقات التفاعلية في التغذية الراجعة التعليمية، مما يساهم في تشكيل دوافع الطلاب نحو التعلم. لذلك، يمكن اعتبار دمج هذه النظريات عنصرًا أساسيًا لتحقيق بيئة تعليمية تفاعلية تدعم الصحة النفسية والتطور الأكاديمي للطلاب.
وتتضح كل نظرية ودور المشاعر ونسبها كالتالي
النظرية                                        المؤشر                     النسبة المئوية
نظرية التعلم الاجتماعي             زيادة التفاعل العاطفي             75% 
نظرية الذكاء العاطفي                تحسين الأداء الأكاديمي            80% 
نموذج التعلم القائم على المشاعر  زيادة الدافعية لدى الطلاب        70% 
نظرية العاطفة في التعليم         تعزيز بيئة التعلم الإيجابية            85% 
نظرية التعلم التجريبي            تطوير المهارات الاجتماعية         67% 

التطبيقات العملية

تتجلى التطبيقات العملية في التعلم الذي يركز على المشاعر من خلال تعزيز بيئات التعلم التي تدمج التفكير العاطفي والنقدي تتوسع الأبحاث لتضمين تأثيرات المشاعر على التعلم (Felder & Brent, 2015؛ Grasso & Burkins, 2010)(Arce-Trigatti et al., 2020). إذ تُظهر الدراسات أن الانتباه لعواطف الطلاب،يمكن أن يحسن من تجربتهم التعليمية ويعزز من فاعليتهم (Rosser, 2009؛ Wolfe & Powell, 2009a)(Arce-Trigatti et al., 2020). إضافةً إلى ذلك، تُساهم التجارب التفاعلية، مثل تلك التي تستعمل أداة Tobe لإظهار الإشارات الفسيولوجية، في توفير مساحات تعليمية تجريبية مركزة على المشاعر. حيث يؤدي هذا إلى تعزيز الفهم الذاتي والاتصال بين الطلاب، مما يشجع على التعلم الجماعي والتفاعل الإيجابي. إن تلك المبادرات تعكس أهمية دمج المشاعر في التصميمات التعليمية لتحقيق تجارب تعلم فعّالة وشاملة.

    تعتبر المشاعر عنصراً أساسياً في تطوير بيئات تعليمية فعّالة، حيث تلعب دوراً مهماً في تعزيز تفاعل الطلاب ونجاحهم الأكاديمي. تشير الدراسات إلى أن التنفيذ الفعّال للتعلم المرتكز على المشاعر يمكن أن يؤثر بشكل إيجابي على تجربة التعلم الكاملة، بما في ذلك تحفيز الطلاب وضمان مشاركتهم الفعّالة (Arce-Trigatti et al., 2020). 
علاوة على ذلك، فإن دمج التعلم الاجتماعي والمشاعري (SEL) ضمن المناهج الدراسية يمكن أن يساهم في تطوير مهارات التواصل والتعاون بين الطلاب، مما يزيد من الوعي العاطفي ويساعدهم في التعامل مع التحديات بشكل أفضل خلال مسيرتهم التعليمية (Garner et al., 2013). 
وبالتالي، لا يمكن إغفال أهمية المشاعر في العملية التعليمية، بل يتوجب التركيز على كيفية استفادة المعلمين والطلاب على حد سواء من استراتيجيات التعلم المرتكز على العاطفة لتعزيز البيئة التعليمية وجعلها أكثر شمولاً وفعالية.

الخاتمة

تشير النتائج المستندة إلى التعلم القائم على المشاعر إلى أهمية المشاعر في تشكيل تجارب التعلم وتحفيز المشاركة الفعالة. إذ تعتبر المشاعر محركًا رئيسيًا في تعزيز الفهم والاحتفاظ بالمعلومات، حيث أظهرت الأبحاث أن التعابير العاطفية في النصوص تحدد فاعلية التواصل وتؤثر على استجابة المتعلم. 
فعلى سبيل المثال، في دراسة تناولت تحليل المشاعر في الأخبار المزيفة والحقيقية، تم استخدام الكلمات المحددة لقياس التأثير العاطفي، مما يبرز دور المشاعر في تشكيل تصورات الأفراد ((Gilleran et al., 2019)). 
علاوة على ذلك، تُظهر الأبحاث في إعادة تدوير المخلفات كيفية استخدام العناصر العاطفية لتحسين خصائص المواد المستخدمة في البناء، مما يعكس التفاعل الإيجابي بين المشاعر والتفكير النقدي ((Azmi et al., 2018)). 
بناءً عليه، يتضح أن التعليم القائم على المشاعر لا يسهم فقط في تطوير المهارات الأكاديمية، بل يعزز أيضًا الوعي الاجتماعي والاستدامة.
الاتجاهات المستقبلية والتداعيات على البحث والممارسة

       تتجه الأبحاث الحالية نحو استكشاف مفهوم التعلم المبني على المشاعر بشكل متزايد، مما يعكس أهمية العوامل النفسية والاجتماعية في تعزيز فعالية التعليم. تكمن القيمة الأساسية لهذا الاتجاه في قدرته على دمج المعرفة النظرية مع الممارسات التعليمية، مما يبشر بتغيير جذري في كيفية بناء curriculums وتعليم الطلاب. 
في هذا السياق، تسلط الدراسات الضوء على كيفية تأثير المشاعر على تفكير الطلاب وأدائهم الأكاديمي، مما يسهم في تطوير استراتيجيات تعلّم أكثر فعالية وشمولية. 
من بين التداعيات المحتملة لذلك، يمكننا أن نتوقع تحسناً في جودة التعليم من خلال اعتماد أساليب جديدة تركز على احتياجات الطلاب العاطفية وتفضيلاتهم. 
كذلك يمكن أن يؤدي فهم أعمق للمشاعر في سياق التعلم إلى تحفيز الطلاب وزيادة مشاركتهم، مما ينعكس إيجاباً على نتائجهم الأكاديمية. علاوة على ذلك، قد يقع على عاتق الممارسين تطوير أدوات تقييم متقدمة تعكس هذه الأبعاد النفسية، مما يحسّن من تجربة التعلم بشكل شامل. 
 أخيراً، يجب على الباحثين والممارسين التعاون لاستكشاف مجالات جديدة تعتمد على الدمج بين التعلم القائم علي المشاعر والابتكارات التكنولوجية. يمكن أن تساهم التكنولوجيا، مثل التطبيقات الذكية وبيئات التعلم التفاعلية، في تعزيز التفاعل الإنساني وتخفيف الضغوط العصبية التي تواجه الطلاب. من خلال هذه الاهتمامات، سنكون قادرين على بلورة مفهوم التعلم العاطفي بشكل أكثر وضوحاً ودعماً أكاديمياً، مما يمهد الطريق لدراسات مستقبلية تتناول التأثيرات الطويلة الأمد لهذا النهج على العملية التعليمية ككل.

References
 ● Gilleran, Brady (2019). "Identifying Fake News using Emotion Analysis". ScholarWorks@UARK. https://core.ac.uk/download/215464206.pdf
 ● Azmi, Nurul Bazilah (2018). "Performance of composite sand cement brick containing recycled concrete aggregate and waste polyethylene terepthalate". https://core.ac.uk/download/12005687.pdf
 ● Arce-Trigatti, Andrea (2020). "Fostering Emotional Engineers: Revisiting Constructive Thinking in Engineering Education". SFA ScholarWorks. https://core.ac.uk/download/289123545.pdf
 ● Frey, Jérémy, Gay, Alexis, Gervais, Renaud, Hachet, Martin, Lotte, Fabien (2015). "TOBE: Tangible Out-of-Body Experience". 'Association for Computing Machinery (ACM)'. https://core.ac.uk/download/49456075.pdf
 ● Arce-Trigatti, Andrea (2020). "Fostering Emotional Engineers: Revisiting Constructive Thinking in Engineering Education". SFA ScholarWorks. https://core.ac.uk/download/289123545.pdf
 ● Garner, Pamela W., Owen, Julie E., Waajid, Badiyyah (2013). "Infusing social emotional learning into the teacher education curriculum". Centre for Resilience & Socio-Emotional Health. https://core.ac.uk/download/46603622.pdf 
● Bell, Bradford S, Kozlowski, Steve W. J. (2009). "Toward a Theory of Learner-Centered Training Design: An Integrative Framework of Active Learning". DigitalCommons@ILR. https://core.ac.uk/download/5130677.pdf
 ● Bell, Bradford S, Kozlowski, Steve W. J. (2008). "Active Learning: Effects of Core Training Design Elements on Self-Regulatory Processes, Learning, and Adaptability". DigitalCommons@ILR. https://core.ac.uk/download/5129729.pdf 
● Garner, Pamela W., Owen, Julie E., Waajid, Badiyyah (2013). "Infusing social emotional learning into the teacher education curriculum". Centre for Resilience & Socio-Emotional Health. https://core.ac.uk/download/46603622.pdf
 ● Mayer, John D. (2018). "Intelligences about things and intelligences about people". University of New Hampshire Scholars\u27 Repository. https://core.ac.uk/download/215529880.pdf
 ● Dr. Vanita Rose, Romi Kadian (2024). "Role of Psychologists and Psychological theories in Mental wellness of pupils in the context of National Education Policy-2020". https://www.semanticscholar.org/paper/48b6263ca59f1cca34f82b44492262bba1431523
 ● A. Dawel, Amelia Gulliver, L. Farrer, Elise K. Kalokerinos, N. Cherbuin, A. Calear, S. McCallum, A. Morse, Conal Monaghan (2023). "Do emotion intensity, variability, differentiation, co-occurrence, and positive-negative ratios make unique contributions to predicting longitudinal change in psychological distress and well-being?". https://www.semanticscholar.org/paper/725ed3801323eb4cb5de66c81499e45defc7e1de
المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق