طريقة الإلقاء ( المحاضرة )
طريقة الإلقاء ( المحاضرة )
هي من أقدم طرق التدريس، وكانت مرتبطة بعدم وجود كتب تعليمية ، والكبار هم الذين يقومون بالتعليم للصغار وهي لا تزال من أكثر الطرق شيوعاً حتى الآن. طريقة الحاضر هي عبارة عن قيام المعلم بإلقاء المعلومات والمعارف على التلاميذ في كافة الجوانب وتقديم الحقائق والمعلومات التي قد يصعب الحصول عليها بطريقة أخرى.
وطريقة الإلقاء طريقة تدريس تعتمد على قيام المعلم بإلقاء المعلومات على الطلاب مع استخدام السبورة أحياناَ في تنظيم بعض الأفكار وتبسيطها، ويقف المتعلمون موقف المستمع الذي يتوقع في أي لحظة أن يطلب منه المعلم إعادة أو تسميع أي جزء من المادة التي ألقاها لذا يعد المعلم في هذه الطريقة محور للعملية التعليمية.
خطوات الطريقة الإلقائية:
1ـالمقدمة أو التمهيد :
الغرض منها إعداد عقول التلاميذ للمعلومات الحديثة وتهيئتها للموضوع الجديد من خلال تذكيرهم بالدرس السابق.
2ـ العرض :
ويتضمن موضوع الدرس كله من حقائق وتجارب وصولاً إلى استنباط القواعد العامة والحكم الصحيح، لذا فإنها تشمل على الجزء الأكبر من الزمن المخصص للدرس.
3ـ الربط :
الغرض منه أن يبحث المعلم عن الصلة بين الجزئيات ( المعلومات ) ويوازن بين بعضها البعض حتى يكون التلاميذ على بينة من هذه الحقائق، وقد تدخل هذه الخطوة عادة مع المقدمة والعرض.
4ـ الاستنباط :
وهي خطوة يمكن الوصول إليها بسهولة إذا سار المعلم في الخطوات السابقة بطريق طبيعي، إذ بعد أن يفهم التلاميذ الجزيئات يمكنهم الوصول إلى القوانين العامة والتعميمات واستنباط القضايا الكلية.
5ـ التطبيق :
وفيها يستخدم المعلم ما وصل إليه من تعميمات وقوانين ويطبقها على جزئيات جديدة، حتى يتأكد من ثبوت المعلومات إلى أذهان التلاميذ، ويكون هذا التطبيق في صورة أسئلة. وهذه الطريقة تقوم عموماً على الشرح والإلقاء من المعلم، والإنصات والاستماع من جانب التلاميذ والاستظهار استعداداً للامتحان.
من صور الطريقة الإلقائية:
1ـ المحاضرة .
2ـ الشرح.
3ـ الوصف .
4ـ القصص .
اثر الإلقاء في نتائج التعلم :
يعتبر الإلقاء الجيد كوسيلة لنقل المعلومات أكثر فاعلية من قراءة هذه المعلومات في الكتب، وذلك لأن الإلقاء يتيح الفرصة للتعبير عن المعنى بالإشارة والصورة كما أنه يسهل معه حصر الانتباه، وتتوافر معه الفرصة أمام التلاميذ للاستفهام أمام الدرس لإزالة أي فهم خاطئ، ويتطلب طريقة الإلقاء مهارة كافية من القائم بتنفيذها واستخدامها مثل الطلاقة في الحديث واللباقة.
ومن العوامل التي تجعل طريقة الإلقاء تسود مدارسنا ما يلي:
1. لسهولة تنفيذ هذه الطريقة وعدم كلفتها تدفع المعلمين إلى استخدامها.
2. وجود الأعداد الكبيرة من الطلاب داخل الفصل تجعل المعلمين يلجؤن إلى هذه الطريقة وبصورة دائمة.
3. يعلل بعض المعلمين استخدامه لهذه الطريقة نظراً لطول المحتوى.
4. اعتياد المعلمين على هذه الطريقة والخوف من تجربة طرائق أخرى.
5. اعتقاد بعض المعلمين أن هذه الطريقة تكسب الطالب معلومات ومعارف كثيرة في وقت قصير وبجهد قليل.
مزايا وعيوب طريقة الإلقاء: العيوب :
1ـ تسبب هذه الطريقة إجهاد وإرهاق المعلم حيث أنه يلقى عليه العبء طوال المحاضرة.
2ـ موقف المتعلم في هذه الطريقة موقف سلبي في عملية التعلم، وتنمي هذه الطريقة عند المتعلم صفة الاتكال والاعتماد على المعلم الذي يعتبر مع الكتاب المدرسي وملخصاته مصدراً للعلم والمعرفة.
3ـ تؤدي هذه الطريقة إلى شيوع روح الملل بين التلاميذ حيث أنها تميل للاستماع طوال المحاضرة وتحرم التلميذ من الاشتراك الفعلي في تحديد أهداف الدرس ورسم خطته وتنفيذها.
4ـ أن هذه الطريقة تغفل ميول التلاميذ ورغباتهم والفروق الفردية بينهم إذ يعتبر التلاميذ سواسية في عقولهم التي تستقبل الأفكار الجديدة.
5ـ تهتم هذه الطريقة بالمعلومات وحدها وتعتبرها غاية في ذاتها وبذلك تغفل شخصية التلميذ في جوانبها الجسمية والوجدانية والاجتماعية والانفعالية.
6ـ تنظر هذه الطريقة إلى المادة التعليمية على أنها مواد منفصلة لفظية، لا على أنها خبرات متصلة، ولا تؤدي إلى اكتساب المهارات والعادات والاتجاهات والقيم.
7ـ هذه الطريقة تجعل المعلم يسير على وتيرة واحدة وخطوات مرتبة ترتيباً منطقياً لا يحيد عنه، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى السأم والملل.
8 ـ إنها طريقة وثيقة الصلة بمفهوم ديكتاتوري عن السلطة إذا أن المعلم في هذه الطريقة هو وحده المالك للمعرفة والتلميذ فيها مسلوب الإرادة عليه أن يسمع ويلتزم الطاعة.
مميزات الطريقة الالقائية:
1ـ تمتاز الطريقة الإلقائية بصفة عامة : بسهولة التطبيق ، وبموافقتها لمختلف مراحل التعليم باستثناء طريقة التحضر التي توافق خصيصاً طلاب الجامعة أو كبار السن بصفة عامة.
2ـ تمتاز طريقة المحاضر باتساع نطاق المعرفة، وبتقديم معلومات جديدة من هنا وهناك مما يساعد في إثراء معلومات الحاضرين.
3ـ تفيد طريقة الشرح في توضيح النقاط الغامضة ويساعد الوصف كذلك في خدمة هذا الغرض، وثبوت الأفكار في الذهن.
4ـ تعتبر طريقة الوصف مناسبة لتطبيقها في مختلف ميادين المعرفة، وتمتاز طريقة القصص بأنها تشد انتباه التلاميذ وتزيد من تركيزهم واهتمامهم بموضوع الدرس.
الأساليب الفعالة ومتطلبات نجاح طريقة الإلقاء:
أولاً: أن يكون المدرس مستعداً للإلقاء:
على المدرس تحديد النقاط الأساسية والجوهرية في محاضرته,على المدرس تحديد مواطن الربط التي تنظم المادة العلمية أو الموضوع الذي يلقيه. وعليه نرى أنه من الصعب على المدرس إلقاء محاضرته بغير سبق إعداد وتهيئة.
ثانياً: إعداد المحاضرة وتنظيمها:
على المحاضر أن يلم بموضوع محاضرته إلماما جيداً وألا يأتي إلى محاضرته على عجل بعد أن يكون قد جمع مقتطفات من هنا وهناك في الدقائق الأخيرة من الليلة السابقة, على المحاضر أثناء إعداد المحاضرة أن يضع نصب عينيه نوعية طلابه وجوانب المحاضرة التي قد تجذب انتباههم.تتميز المحاضرة الجيدة بأن لها تمهيداً وختاماً. فيمكن للمحاضر أن يستفيد من الدقائق التمهيدية الأولى في ربط موضع المحاضرة الحالية بموضوع المحاضرة السابقة وفي تزويد الطلاب بقائمة المراجع أو غير ذلك من المعلومات اللازمة، أما الدقائق الأخيرة من المحاضرة فيمكن استخدامها في تلخيص ما سبق عرضه وتهيئه الطلاب لما ستناقشه المحاضرة التالية، وذلك هو خير ختام للمحاضرة.
· قد يشكو بعض المحاضرين ـ وخاصة حديثي العهد منهم بالتدريس ـ من أن وقت المحاضرة لا يكفي، وهذه المشكلة لا يحلها إلا المراس والخبرة التي تنمي مع الوقت الإحساس بما يمكن تقديمه في وقت محدد. وقد يكون من المفيد أن نتذكر أن عدد الكلمات التي يمكن إلقاؤها في خمسين دقيقه هو خمسة آلاف كلمة تقريباً وذلك بحساب معدل قدره 110 كلمة في الدقيقة بما يسمح بالوقفات القصيرة أثناء الحديث وإعادة النقاط الهامة وكتابة بعض النقاط على السبورة.
ثالثاً: شخصية المدرس وتأثيرها:
شخصية المدرس لها تأثير قوي في نجاح هذه الطريقة فليس كل مدرس قادر على القيام بهذه الطريقة ولكي يستطيع المدرس التأثير في طلابه وبناء العلاقة المنشودة معهم عليه أن يستفيد من التوجيهات التالية: لا تكن متجهماً أثناء المحاضرة وليكن صوتك واضحاً متنوع النبرات ولتصمت قليلاً قبل ذكر النقاط المهمة حتى تتأكد من انتباه الطلاب ولا مانع من كتابتها على السبورة لأهميتها. يمكنك استخدام تعبيرات الوجه وإشارات اليدين لجذب انتباه الطلاب وتأكيد النقاط المهمة.انظر إلى طلابك أثناء المحاضرة لتشعرهم أنك واعٍ, بوجودهم، وانتقل بعينيك دائماً من طالب إلى آخر ليشعر كل منهم أنك تتحدث إليه، لاحظ انفعالات طلابك وتأكد من حين لآخر من أنهم ما زالوا يتتبعونك وأن السأم والضيق لم يتسرب إلى نفوسهم. احذر من الغضب على طلابك أو إثارتهم ضدك واحذر من التعالي الذي قد يشعرهم بشيء من النقص. الحس الفكاهي والنكتة البريئة العابرة يشيعان جواً من المرح الذي تشتد الحاجة إليه كوسيلة للتغيير عندما يتسرب السام إلى نفوس الطلاب.
رابعاً: تشويق الطلبة وترغيبهم لدى إيصال المعلومات العلمية:
ينبغي أن يكون كلام المدرس في الإلقاء طلقاً وسلساً، واضحاً وصريحاً، مسموعاً ومفهوماً.
· استخدام المدرس الاصطلاحات الواضحة عند الشرح والإلقاء واستخدام الكلمات التي تصل الطلبة بسهولة ويسر.عليه أن يقدم ويعطي أمثلة تطبيقية ونماذج للمادة المعطاة ما أمكنه إلى ذلك سبيلا.
خامساً: التأكد والتحقق من نتيجة تأثيره في الطلبة:
إن المدرس الناجح يترك في أذهان طلبته أثراً محسوساً محدوداً، فمن الواجب أن يخرج الطلبة من كل حصة تدريسية بمحصول جديد كأن يعرف تفسيراً جديداً لحقيقة من الحقائق العلمية، أو نسقاً جديداً من التفكير العلمي في مسألة ما، أو سلوكاً وعادات سليمة تضاف إلى عاداتهم وسلوكهم لتكون جزءاً من شخصياتهم.
وفي إمكان المدرس التأكد من نجاحه في التأثير بطلبته عن المحاضرة بعد اختتام إلقائه وشرحه دائماً باستثارة طاقاتهم الفكرية في مدة حصة الدرس بوساطة إتباع ما يلي:
- الطلب إلى بعض الطلبة تلخيص المادة التي ألقيت من قبله.
- الطلب إلى بعضهم إعادة ما سمعوه منه بأسلوبهم وتعبيرهم الخاص.
- توجيه الأسئلة الشفوية لهم للتأكد من أنهم فهموا المبادئ والقواعد العلمية التي تحويها المادة التي قررت من قبله.
- على المدرس أن يعود طلبته على تسجيل المعلومات المهمة أو الرئيسة أو الجوهرية التي يلقيها خلال محاضرته.
- حل وتطبيق بعض التمارين والمسائل أو الأمثلة الموجودة في الكتاب المقرر أو الطلب إلى الطلبة إعطاء أو تقديم أمثلة خارجية للتأكد من استيعابهم للمعلومات والنظريات العلمية التي شرحت من قبله ومدى ربطها مع الواقع.
- إن المدرس الذي يبغي من استخدام طريقة المحاضرة إفادة طلبته، عليه أن يقوِّم نتائج إلقائه أو شرحه، هل حققت الهدف أو الغرض المرجو من تقديم الفكرة أو النظرية أو المفهوم العلمي؟ هل فهم طلبته المقصود من شرحه أو محاضرته؟ فعليه التأكد من أنهم فهموا المبادئ والحقائق والقواعد العلمية التي تحويها المادة التي قدمها لهم بهذه الطريقة وفيما إذا كانوا قد نالوا وحققوا الهدف من الموقف التعليمي الذي هو بصدده.
ومهما وجه إلى طريقة المحاضرة من نقد وتجريح فإنها تبقى أسلوباً لا يمكن الاستغناء عنه فالمعلم يحتاجها عند توضيح مفاهيم غامضة أو شرح تجربة أو سرد قصة.
ويمكن القول إن العيب ليس في الطريقة نفسها وإنما العيب في أسلوب استخدامها من قبل المعلم، حيث يجب على المعلم أن يكون على وعي تام بمستوى الطلبة وطرق مخاطبتهم وذلك في اختيار الكلمات والألفاظ التي تتناسب مع عمرهم ومع مرحلتهم الدراسية.
يمكنك الإطلاع علي الملف كاملاً من هنــــــــــــــــــا