أدوار المعلم بين الواقع والمأمول
أدوار المعلم بين الواقع والمأمول
يعد المعلم ركيزة أساسية من ركائز العملية
التربوية، بل هو عصب العملية التربوية وحجر الزاوية فيها ومحورها الأساسي والعنصر
الفاعل في أية عملية تربوية، وإن أي إصلاح أو تطوير أو تجديد في العملية التربوية،
يجب أن يبدأ بالمعلم، إذ لا تربية جيدة بدون معلم جيد. غير أن المعلم في عصر
المعلومات لم يعد يشكل المصدر الوحيد للمعرفة، إذ تعددت مصادر المعرفة وطرق الحصول
عليها، وأضحى دور المعلم وسيطاً ومسهلاً بين التلاميذ ومصادر المعرفة وأصبح موجهاً
ومرشداً للطلبة أكثر منه ملقناً لهم ومصدراً وحيداً للمعرفة.
إن دور المعلم في بناء الإنسان وقيام
الحضارة لا يستطيع أن يتجاهله أحد ، بل إن نجاح النظام التعليمي يعني نجاح الحضارة
وتميزها, قال قائل الألمان لما انتصرت المانيا في الحرب السبعينية : لقد انتصر
معلم المدرسة الالمانية ، وقال قائل فرنسا
لما انهزمت في الحرب الثانية : إن التربية
الفرنسية متخلفة وقال قائد الأمريكان لما غزا الروس الفضاء : ماذا دها
نظامنا التعليمي؟
ولقد نشرت منظمة الأمم المتحدة للعلوم
والتربية والثقافة (اليونسكو) عام 1996 كتاباً بعنوان " ما الأشياء التي تجعل
من المعلم معلماً جيداً " ضمنته آراء 500 طالب من 50 دولة مختلفة من أعمار
(8-12) سنة، حيث رأى الطلبة ضرورة امتلاك المعلم: معلومات عامة، ومهارات مهنية،
وميزات شخصية، ومن ذلك: الإيمان القوي بأهمية التربية والتعليم، والثقة بالنفس،
والالتزام بالعمل والحماس له، والصدق، والصبر، والحنان والرحمة والشفقة، والمرح،
وحسن التفاعل الجسدي والعقلي مع الطلبة، والاهتمام بمصالحهم، وتلبية احتياجاتهم،
ومعاملتهم كأبنائه وتقديم المساعدة لهم، وحل مشكلاتهم، والمرونة في التعامل معهم،
والتمييز بين ثقافة الأطفال والكبار، والتعلم مع الطلبة ومنهم ولهم، والعدالة وعدم
التحيز، والاهتمام بالمواضيع التي يدرّسها، مع الانفتاح على المواضيع الأخرى،
ومراعاة وقت التعليم ابتداءً وانتهاءً، والإعداد الجيد للدرس، وحسن تنفيذه،
والانفتاح على المستجدات وعدم الاقتصار على معلومات الكتاب، والمساعدة على
التفكير، وأن يستخلص الطلبة النتائج بأنفسهم.
خصائص المعلم الجيد:
يجب أن يتصف المعلم بعدد
من الخصائص والصفات التالية:-
1- الإلمام بالمادة العلمية التي يدرسها.
2- القدرة على توصيل المادة
الدراسية وعرضها بأسلوب سهل .
3- القدرة على استخدام
الوسائل التعليمية المناسبة.
4- القدرة على جذب انتباه التلاميذ
في أثناء عرض الموضوع.
5- أن يكون لديه ثقافة عامة.
6- أن يتصف بالاتزان والهدوء.
7- معاملة التلاميذ معاملة
حسنة والعطف عليهم.
8- القدرة على مراعاة الفروق
الفردية بين التلاميذ.
9- الرغبة في التدريس والحماس
له .
10-
التحلي بالصبر.
11-
الاطِّلاع المستمر لتنمية المعرفة العلمية في مادته.
12-
المرونة وعدم التعصب لرأيه.
13-
الحماس للتدريس.
14-
الذكاء المناسب وسرعة البديهة .
15-
فهم كامل للأسس النفسية للمتعلم.
16-
الرغبة في التعاون ومساعدة الآخري
17-
القدرة على إقامة علاقة طيبة مع الآخرين.
18-
عدم وجود عيوب خلقية (خاصة النطق).
19-
القدرة على عرض الأفكار بطريقة مبسطة وسهلة.
20-
عدم السخرية من أخطاء التلاميذ.
21-
المحافظة على المواعيد.
22-
العدل والمساواة بين التلاميذ.
23-
الثقة بالنفس.
24-
أن يتصف بالموضوعية.
25- القدرة على استخدام الحاسب الآلي.
26- القدرة على إجراء البحوث.
27- أن يكون طالب علم بجانب أنه معلم.
الكفايات الضرورية للمعلم
مفهوم الكفاية :إصطلاحًا في قاموسه التربوي على أنها "القابلية على تطبيق المبادئ والتقنيات الجوهرية لمادة حقل معين في المواقف العملية" وأيضًا "القدرة على إنجاز النتائج المرغوبة مع اقتصاد في الجهد والوقت والنفقات".
أو أنه
المستوي الذي يمكن أن يمتلكه المعلم من المعارف والمهارات والقيم و الاتجاهات
التي تجعله قادرًا على أداء مهامه التعليمية بمستوى معين من الإتقان يمكن الوصول إليه، ويمكن قياسه وملاحظته، ويؤدي إلى نمو سلوك الطلاب.
كذلك تعرف
الكفاية التدريسية بأنها" هي مجموعة المعارف والإجراءات والاتجاهات التي
يحتاجها المعلم للقيام بعمله بأقل قدر من التكلفة والجهد والوقت، والتي لا يستطيع
بدونها أن يؤدي واجبه بالشكل المطلوب، ومن ثم يُعد توافرها لديه شرطاً لإجازته في
العمل”.
أولاً: الكفايات الشخصية للمعلم:
تتطلب مهنة
المعلم شخصية متميزة في سلوكها ومظهرها ونفوذها وثقافتها فهو قدوة الطالب في حديثه
وتصرفه وملبسه وما يلم به من علمٍ وثقافة وتقع على كاهله مسئولية كبيرة وفي صلاحه
صلاح العملية التعليمية برمتها .
وتعرف الكفايات الشخصية بأنها "مجموعة من الصفات والإمكانات الشخصية
والذاتية التي يطمح المربون في أن تتوافر لدى المعلم الجيد، ويمكن
ملاحظتها أو قياسها، والتي تجعله قادرا على تحقيق أهدافه التعليمية والتربوية على أفضل صورة ممكنة".
والمعلم هو
العنصر الفعّال في عملية التعليم، فبمقدار ما يحمل في رأسه من علم وفكر ، وما يحمل
في قلبه من إيمان برسالته، ومحبة لتلاميذه، وما أوتي من موهبة وخبرة في حسن طريقة
التعلم يكون نجاحه وأثره في أبنائه وطلابه وكثيراً ما كان المعلم الصالح عوضا عن
ضعف المنهج وضعف الكتاب ،وكثيراً ما كان هو المنهج والكتاب معا.
1 - الإخلاص
والتقوى :
الإخلاص والتقوى عاملان ضروريان لنجاح
المعلم في أداء رسالته وتظهر علامات
الإخلاص في عمل المعلم كما يلي :
( 1 ) أن يكون القصد من عمله بالدرجة الأولى هو وجه الله عز وجل وليس الحافز
والتقرير، فيحرص على أداء عمله على أحسن وأكمل وجه بغض النظر عن الأجر أو التقرير
الذي قد يحصل عليه, وهذا يتطلب منه التركيز على تنمية العملية التعليمية والتربوية
في جوهرها ، وليس التكاذب من خلال الاهتمام والتركيز على الأشياء الشكلية والصورية
في سبيل الحصول على المدح والثناء من قبل المسؤولين والتقرير الأفضل، وإن لم يقدم
شيئا لجوهر العملية التعليمية والتربوية وتنميتها، كما هو حاصل لدى الكثير من
الإدارات المدرسية والمدرسين، ويتجلى بوضوح في تباين الجهود في الحالات التي
يحضرها المسؤولون والحالات التي لا يحضرونها .
( 2 ) أن يكون مؤمنا بمهنته وشديد الولاء
لها، ساعياً إلى تطويرها وتقدمها ورفعة مكانتها في الدولة والمجتمع، وأن يسلك في
عمله سلوكا مهنيا نابعاً من أخلاقيات المهنة، ويسعى لإتقان المهارات الضرورية
لإجادتها وإقامة العلاقات المهنية الناجحة
( 3 ) أن يتسم بالصدق والاستقامة والأمانة في
عمله، فلا يفرط في شيء من مهام عمله المكلف بها لاسيما المهام الأساسية ، فيكون
مثلا : مواظبا على حضور الحصص ، ويقوم بالأعداد الجيد للدروس ، ويقوم بتشجيع
الطلبة ماديا ومعنويا وحثهم برفق ومحبة على بذل المزيد من الجهد لتطوير تحصيلهم
العلمي وتحسين سلوكهم ويحسن معاملتهم، ويسعى لتلبية الاحتياجات التعليمية والتربوية
للطلبة، ويحرص على القيام بالمهام التعليمية والتربوية الأساسية والثانوية الملقاة
على عاتقه على أحسن وأكمل وجه
( 4 ) أن يكون
على اتصال مستمر بالتجارب التعليمية والتربوية وبمصادر المعرفة الضرورية لمهنته،
حتى يكون مواكبا للجديد فيها، ويصبح متطورا مع تطور المهنة وعلومها. وأن يجعل من
نفسه القدوة الحسنة لطلابه في هيئته وأقواله وأفعاله وسلوكه ومواقفه كلها ، ويحرص
على ربط المادة العلمية التي يدرسها الأخلاق والقيم الإنسانية والحياة العامة،
فتكون المادة العلمية وسيلة لتذكير الطلبة بالله جل جلاله وبالآخرة ولتزكية أنفسهم
وإعدادهم لتحمل المسؤوليات العامة في الحياة : الإنسانية والقومية والوطنية.
)5) أن يتسم
بالنشاط والمثابرة والمبادرة والفاعلية والايجابية والرغبة التلقائية الشديدة في
تحمل المسؤولية ، وعدم الضجر والتبرم منها ، وأن يتفانى ويضحي في سبيل القيام
بمهام عمله .
( 6 ) أن يكون
واضحا في تصرفاته ، شريفا في معاملاته ، متواضعا في علاقاته مع زملاء المهنة . وأن
يتسم بالرفق واللين والطيب مع الطلبة ، ويتجنب القسوة والغلظة معهم، وعدم خلق
المشاكل لهم أو التمييز بينهم، وأن لا يسمح لمشكلاته الذاتية أن تؤثر على عمله .
( 7 ) التعاون مع الهيئة الإدارية لتحقيق
الواجبات التعليمية والتربوية في المؤسسة التعليمية والحرص على نيل ثقتهم المشروعة
في العمل ، وتجنب الأنانية والتنافس المضر والاستغلال السيئ لعمله لتحقيق مصالحه
الخاصة وإشباع الرغبات النفسية المريضة، وتجنب الدعاية لنفسه على حساب المهنة .
فهو يفرح لكل ذي كفاءة من زملاء المهنة وينصفه من نفسه ، ولا يحزن لمن تميز منهم ،
ولا يكره ظهوره في الصورة وحصوله على حقه في التقدير والمكافأة المادية والمعنوية
دونه .
إن شعور التلاميذ بإخلاص معلمهم وحرصه على
مرضاة الله تعالى يغرس في نفوسهم شعوراً عميقاً بالمسئولية وتدفعه لأداء واجباتهم برغبة وبصورة
مستمرة كما أنه يغرس في نفوسهم محبة
معلمهم ومدارسهم .
2- قوة
الشخصية :
ونعني بقوة الشخصية في التدريس القوة المعنوية التي تمكن المدرس في أن يمتلك زمام صفه وَتحمل طلابه على أن يقبلوا عليه، ويمتزجوا به ويستجيبوا له، وطبيعي أن هذه الشخصية لا ترتبط دائما بضخامة الجسم أو جهامة الوجه أو غلظ الصوت.
فقوة الشخصية هي القدرة على ضبط الذات في حدود الأخلاق الفاضلة. أيضاً هناك معايير أخرى هامة لقوة الشخصية تتمثل في: الإحساس بالمسئولية وتحمل تبعات الاختيار واتخاذ القرار.
3- استشعار المسئولية :
وقد جاء في
حديث البخاري ( أَلا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلّكُمْ مَسْئُول عَنْ رَعِيَّته )
وَالرَّاعِي هُوَ الْحَافِظ الْمُؤْتَمَن الْمُلْتَزِم صَلَاح مَا اُؤْتُمِنَ
عَلَى حِفْظه فَهُوَ مَطْلُوب بِالْعَدْلِ فِيهِ وَالْقِيَام بِمَصَالِحِهِ .
فالمعلم يجب عليه أن ينهض بهذه المسئولية على أكمل وجه، واضعاً نصب عينيه
غضب الله تعالى عليه إذا هو فرّط، لأن المسؤولية يوم العرض الأكبر ثقيلة والمحاسبة
عسيرة، والهول عظيم .
وإذا أهمل
المعلم واجبه، ووجه طلابه نحو الانحراف، والمبادئ الهدامة، والسلوك السيئ، شقي
الطلاب، وشقي المعلم، وكان الوزر في عنقه، وأنه مسئول أمام الله تعالى فالمعلم راع
في مدرسته، وهو مسئول عن رعيته .
4 - الحماس
ومن علامات حماس المعلم أن يظهر
اعتزازه بمهنته وأن يذكرها في المجالس بإفتخار
واعتزاز، فالمعلم الذي يخجل من مهنته ويتوارى من الناس حياءً وخجلاً ليس بمعلم ولا
يمكن أن يحبه طلابه، إن من أراد أن يحبه تلاميذه يفخر أمامهم بعمله فيفخرون به
ويحبونه، أما عندما يرى التلاميذ أستاذهم يسخر من مهنته فإنه يسقط من عيونهم ويكون سبباً في احتقار
التلاميذ لمهنة التعليم والمعلمين جميعاً.
5-الصبر والحلم والحزم واحتمال الغضب :
الصبر لغة بمعنى: المَنع والحَبس وهي منزلة
رفيعة لا ينالها إلاَّ ذَوُو الهِمَم العالية والنفوس الزكيَّة، والغضب هو ثورة في
النفس، يَفقد فيها الغاضب اتَّزانه، وتَنقلب الموازين عنده، فلا يكاد يُميِّز بين
الحقِّ والباطل، وهي خَصلة غير محمودة، إلاَّ ما كان منها غضبًا لله، وهو ما كان
يتَّصف به الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - فإنه لَم يكن يغضب لنفسه، ولَم
يَنتصر لها قطُّ، إنما كان يغضب إذا انْتُهِكت حُرُمات الله. وقال تعالى :" فبما رحمة من الله
لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لا نفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا
عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين". وهو توجيه رباني من الله عز
وجل موجَّه إلى المعلم الأول محمد صلى الله
عليه وسلم يبين له أن لينه ورحمته كانت
سبباً في التفاف الصحابة من حوله وحبهم له ، وإنه
لو كان فظاً وغليظ القلب لا نفضوا
من حوله .
غضب المعلم في الفصل على طلابه من أكثر الأشياء التي تجعله متوتر الأعصاب ومن ثم يفقد السيطرة على فصله، وتجعل الفصل في جو من الخوف والرهبة. وقد يقود الغضب المعلم إلى تصرفات تكون عواقبها وخيمة. والفصل ذو المعلم الغاضب بيئة مناسبة لمشاكل الطلاب.
6- حسن المظهر:
على المدرس أن يعتني بمظهره وهيئته، فالمظهر
الحسن له أثر طيب في نفوس الطلاب، وهو عنصر من عناصر البيئة التعليمية الصحيحة،
ومن ناحية أخرى يتأثر الطلاب بمدرسهم، فإذا اهتم بمظهره فعلوا ذلك، وإن أهمله
اتبعوه في ذلك.
ولا يعني الاهتمام
بالمظهر المبالغة في الزينة وارتداء الثياب الغالية، وإنما المطلوب الاعتدال، ومن
ناحية أخرى فإن النظافة في البدن والثوب من الأمور التي ترتبط مباشرة بمظهر المدرس
وهيئته, فالمعلم محط أنظار التلاميذ الذين تبقى عيونهم شاخصة إليه طوال الوقت الذي يقضيه بينهم ، ولذلك كان واجب
المعلم أن يهتم بمظهره ولا ينسى نفسه لأن التلاميذ ( يحترمون معلميهم ويحبونهم بغض النظر عن اختلاف أحجامهم أو أطوالهم وأعمارهم وذلك إذا توافرت فيهم سمات ومميزات معينة ، فمن خلال هندامك
المتزن وملابسك ونظافتها وترتيبها وتناسقها ومن خلال طريقة تصفيف شعرك
والعنــــاية به، ومن خــــلال نبرات صوتك بين علوه وانخفاضه يقترب منك
التلاميــذ ويلتفون حولك. ومن الامور التي
تتعلق بحسن المظهر مايلي:
7- الصدق في القول والعمل (القدوة):
من القضايا الهامة في حياة المعلم أن يكون صادقاً مع نفسه ومع طلابه،
وأن يلتزم بما يقول وأن يكون صادقاً فعلاً في هذا الأمر، فعندما يرى الطالب أستاذه
ملتزماً بما يقول ولا يناقض قوله فعله لا شك أن ذلك يدفعه إلى حبه وإلى احترامه.
أما إذا خالف المعلم قوله فعله فإنه سيخسر
دينه أولاً، ثم يخسر ثقة تلاميذه ومحبتهم ثانياً.
وحبذا لو صدق
المعلم في إجابته، وبين خطأ زميله، بأن التدخين حرام، لأنه مضر بالجسم، مؤذ للجار،
متلف للمال، فلو فعل ذلك لكسب ثقة الطلاب وحبهم ، ويستطيع أن يقول هذا المعلم إلى
طلابه : إن المعلم فرد من الناس تجري عليه الأعراض البشرية، فهو يصيب ويخطئ، وهذا
نبينا صلى الله عليه وسلم يقرر ذلك في حديث قائلاً : (كل بني آدم خطاء، وخير
الخطائين التوابون)
8- احترام العلم:
المعلم الحقيقي هو الذي يعرف قيمة العلم ، ويعرف أنه مهماً تعلم وارتقى في
علمه يبقى طالب علم ولا يمكن أن يغتر بعلمه ، وبالتالي فإن المعلم المتواضع في
علمه لا يتردد في أن يقول لا أدري إن كان لا يدري، بل إن الأهمَّ من ذلك أن يعترف
بخطئه ويتراجع عنه، فهو ليس معصوماً عن الخطأ، فإن الرجوع إلى الحق خير من التمادي
في الباطل
9- الثقة بالنفس:
لا يؤدي المدرس عمله أداء طيبا إلا إذا كان واثقا من نفسه, أما إذا
كان قليل الثقة في نفسه وقدراته ومهاراته، فإن ذلك ينعكس على عمله وعلى علاقاته
بطلابه، فإذا كان مترددا متقلبا لا يثبت على حال، شكك الطلاب فيما يعرضه عليهم من
مادة، ومن الصعب على مثل هذا المدرس إدارة العملية التعليمية إدارة صحيحة سليمة.
ثانياً:الكفايات العلمية للمعلم
لابد للمعلم من كفايات علمية حتى يكون على مستوى المهنة التي يضطلع بها ومن هذه
الكفايات :
1- متعمق في مادته :
الأمر الأهم يجب أن يكون المعلم متمكناً في
مادته العلمية الموكّل بتدريسها لأنها أمانة ويجب عليها أن يؤديها على أتم وجه .
فمن الأمور البارزة التي تجذب المعلم إلى
المتعلمين وتكسبه احترامهم غزارة المادة العلمية التي يمتلكها ، فإذا أراد المعلم
أن يمتلك قلوب طلابه لا بد أن يملك عقولهم بما يقدمه لهم من علم ومعرفة .
وإذا أراد المعلم أن يحقق ذاته ويُحتَرم من
تلاميذه أن يطالب نفسه في كل يوم باستفادة
علم جديد ، ويحاسبها على ما حصّله ، ويجتهد في الاشتغال في العلم قراءة
ومطالعة وتعليماً ومباحثة ومذاكرة وفكراً
وحفظاً وإقراءً غيرها.
2- مهنية المعلم:
ومن الأمور
المهمة لمهنية المعلم مايلي:
1- على المعلم أن
يكون مطلعاً على سياسة التعليم وأهدافه ساعياً إلى تحقيق هذه الأهداف المرجوة وأن
يؤدي رسالته وفق الأنظمة المعمول بها.
2- الانتماء
إلى مهنة التعليم وتقديرها والإلمام بالطرق العلمية التي تعينه على أدائها وألا
يعتبر التدريس مجرد مهنة يتكسَّب منها.
3- الاستزادة
من المعرفة ومتابعة كل جديد ومفيد وتطوير إمكاناته المعرفية والتربوية.
4- الأمانة في العلم
وعدم كتمانه ونقل ما تعلمه إلى المتعلمين.
5- معرفة
متطلبات التدريس: على المعلم أن يحلل محتوى المنهج من بداية العام الدراسي ليحدد
على أساسه طرائق تدريسه حتى تتناسب مع أنماط تعلم طلابه.
6- المشاركة
في الدورات التدريبية وإجراء الدراسات التربوية والبحوث الإجرائية.
7- إدارة الصف، من
حيث إدارة مجريات أحداث التعلم، الإبقاء على انتباه الطلاب، ضبط النظام، حل
المشكلات العارضة و الفصل في المنازعات بين الطلاب.
8- أن
يتمكن من معرفة أنواع التقويم المختلفة ووظيفة كل نوع ووسائل تحقيقها وأن يتقن
استخدامها.
3- ثقافة المعلم:
فعلى المعلم أن لا يحصر نفسه في تخصصه
فقط بل لا بد من الإطلاع على العلوم الأخرى، والمعلم الناجح الذي يستطيع أن
يأخذ من كل علم جانباً ولو بسيطاً.
فالمعلم ذو الثقافة
العالية يجذب الطلاب إليه ويجعلهم يحبونه، لإعتقادهم بأنه يمتلك قدرات عالية يمكن
أن يستفيدوا منها ولهذا فعلى المعلم ( ألا يدع فناً من العلوم المحمودة، ولا نوعاً
من أنواعه إلا وينظر فيه نظراً يطلع به
على مقصده وغايته.
4- عدالة المعلم:
إنَّ عيون الطُّلاب مفتوحةٌ على تصرُّفَات
مُعَلِّمِيهم، تَرْقُب حركاتِهم وكلماتهم ونظراتهم، فلذلك ينبغي على المُعلِّم أن
يكون عَدْلاً بين طلابِه، فلا يظهر ميلَهُ لطالبٍ دون طالب مهما كانت الدَّوافع،
بل لا يُفرِّق بينَهم في النَّظَرَات والبَسَمَات، وكذلك الحَوافِزُ الإيجابيَّة
أو السلبيَّة، ويعامِلُ الجميعَ على قَدَمِ المُسَاوَاة
العوامل المؤثرة على عمل المعلم تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول :
العوامل الذاتية: وهي شخصية المعلم وتكوينه الخلقي، وما وهبه
الله تعالى من قدرات واستعدادات ومؤهلات طبيعية، كما يعود بعضها إلى التدريبات
والمهارات التي مر بها المعلم لصقل تلك الاستعدادات الفطرية حتى أصبحت مهارات خاصة
يمتلكها ويوجهها حسب الحاجة . وحسب مقتضى الحال.
وتعتبر
الشخصية القوية من أهم المميزات التي تميز المعلم القدير, ويتميز شخص ما عن شخص
آخر بسبب الاختلاف في تلك الصفات ومن ذلك : الذكاء واللباقة والكياسة ، والنظرة
الثاقبة ، والتفكير اللماح والاتصاف بالحزم والقدرة على التأثير والتوجيه ، وكيفية
التعامل مع المواقف المختلفة ، والحلم والأناة والتروي والصبر والتحمل وضبط النفس
والرفق والرحمة والشفقة والعطف والمحبة ، والعفو والتسامح والإحسان ، والليونة
والمرونة والتوسط في الأمور ، والأمانة والديانة والصدق والتقوى وحسن الخلق
ويصفه الغزالي بقوله : ( يظهر أثر الخشية
على هيئته وكسوته وسيرته وحركته وسكونه، لا ينظر إليه ناظر إلا وكان نظره مذكراً
بالله تعالى وكانت صورته دليلاً على عمله .
القسم الثاني
:عوامل خارجية: ومن العوامل الخارجية التي تؤثر في العملية التعليمية:
1- سعة حجم الفصل
2- ازدحام الطلبة في
الفصل من عدمه .
3- وجود ممرات كافية
بين صفوف الماصات أو عدمها .
4- نوعية الكراسي
وقابليتها للتحرك من عدمه .
5- الجو الحار جداً
أو البارد جداً .
6- حجم السبورة .
7- المساحة التي
يتحرك فيها المعلم .
8- التهوية الجيدة أو
عدمها .
9- الإضاءة الكافية
الجيدة أو عدمها .
10-
مناسبة توزيع الطلبة على الصف بحسب أحجامهم وأطوالهم .
11-
نوعية الطلبة في الصف ومدى انسجامهم واختلافهم ومن ذلك
أ.
وجود الفروق الفردية بين الطلبة ومدى اتساعها .
ب. نوعية الطلبة :
الراسبون، المؤدبون، المشاغبون، الأذكياء، الممتازون، الضعاف، كبار السن .
ت. البيئة الاجتماعية
والاقتصادية والثقافية التي أتى منها الطلبة، فمن الطلبة من تربى على احترام
المعلم وعرفوا فضله وقيمته ومكانته، وفضله عليهم، ومن الطلبة من لم يتعود على
احترام الآخرين فضلاً عن معلمه خاصة
ث. مدى توفر الأجهزة
والأدوات اللازمة للتدريس من عدمه .
ج.
مدى توفر الأدوات اللازمة للكتابة على السبورة مثل
الطباشير الأبيض والملون والمساحة من عدمه .
ح.
المستوى الدراسي للطلبة ، أي المرحلة التعليمية التي
يدرسون فيها ، بل وحتى الصف الدراسي في المرحلة التعليمية .
خ.
وقت الحصة هل هي الأولى أم الرابعة أم السابعة .
د.
المادة الدراسية التي يتم تدريسها والموضوع الذي يدرس .
أو من خلال الرابط المختصر من هنـــــــــــــــــا
لمشاهدة فيديو تفصيلي من هنـــــــــــــــــا