الدمج التربوي لذوي الاحتياجات الخاصة
الدمج التربوي لذوي الاحتياجات الخاصة
تعتبر عملية تثقيف وتوعية المجتمع بفئة ذوي الاحتياجات الخاصة ومتطلبات دمجهم في المجتمع من المهمات التي تسعى لتحقيقها المؤسسات العاملة في هذا المجال، حيث قطعت شوطاً كبيراً في هذا الاتجاه، في إطار توعية المجتمع بأهمية دمج هذه الفئة.فمفهوم الدمج فهو في جوهره مفهوم اجتماعي أخلاقي نابع من حركة حقوق الإنسان ضد التصنيف والعزل لأي فرد بسبب إعاقته إلى جانب تزايد الاتجاهات المجتمعية نحو رفض الوصمة الاجتماعية للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، فسياسة الدمج هي التطبيق التربوي للمبدأ العام الذي يوجه خدمات التربية وهو التطبيع نحو العادية في أقل البيئات قيوداً.
إن سياسة الدمج تقوم علي ثلاثة افتراضات أساسية تتمثل في أنها توفر بشكل تلقائي خبرات التفاعل بين ذوي الاحتياجات الخاصة وأقرانهم العاديين وتؤدي إلى زيادة فرص التقبل الاجتماعي لذوي الاحتياجات من قبل العاديين كما تتيح فرصاً كافية لنمذجة أشكال السلوك الصادرة عن أقرانهم العاديين، لذا فان سياسة الدمج هي الطريقة المثلى للتعامل مع ذوي الحاجات التعليمية الخاصة لكافة الطلاب بالمدارس العادية، فالمبادرات العالمية التي جاءت من الأمم المتحدة والمنظمة الدولية للثقافة والعلوم والتربية والبنك الدولي والمنظمات غير الحكومية كلها مجتمعة أعطت زخماً كبيراً للمفهوم القائل بأن كل الأطفال لهم الحق في التعليم معاً دونما تمييز فيما بينهم بغض النظر عن أي إعاقة أو أية صعوبة تعليمية يعانون منها.
تعريف الدمج بشكل عام:
الدمج هو إتاحة الفرص للاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة للانخراط في نظام التعليم كإجراء للتأكيد على مبدأ تكافؤ الفرص في التعليم و يهدف إلى الدمج بشكل عام إلى مواجهة الاحتياجات التربويه الخاصه للطفل المعوق ضمن إطار المدرسه العاديه ووفقا لأساليب ومناهج ووسائل دراسيه تعليميه ويشرف على تقديمها جهاز تعليمي متخصص إضافة إلى كادر التعليم في المدرسه العامة تلك العملية التي تشمل على جمع الطلاب في فصول ومدارس التعليم العام بغض النظر عن الذكاء أو الموهبة أو الإعاقة أو المستوى الاجتماعي والاقتصادي أو الخلفية الثقافية للطالب.
فهو إجراء لتقديم خدمات خاصة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في أقل البيئات تقييداً وهذا يعني أن يوضع مع أقرانه العاديين، وأن يتلقى خدمات خاصة في فصول عادية، وأن يتفاعل بشكل متواصل مع أقران عاديين في أقل البيئات تقييداً.
ما هو تعريف دمج طفل التوحد ؟
يعرف دمج اطفال التوحد في المدارس بإتاحة الفرص لأطفال مرض التوحد بتلقي التعليم والانخراط في المدارس العادية مع أقرانهم باعتبار
التعليم حق أساسي ويضمن لهم حياة كريمة في وسط عالم متسارع الخطوات.
وذلك لأن الدمج حق إنساني يكفل حياة كريمة لأطفال التوحد ويكسر حالة العزلة التي يعيشونها بما يحقق طريقة تعليم وتواصل تكفل حماية
حالتهم الخاصة وقدراتهم على التواصل.حيث أن الدراسات أثبتت أن عملية الدمج تفيد طفل التوحد وتكسبه مهارات جديدة وتكسر حالة العزلة التي يعيشها حينما نُلقيهم في مدارس خاصة. هذا لا يعني أن كل أطفال التوحد قادرون على مواكبة عملية الدمج.
انواع الدمج:
أولاً: الدمج المكاني:
وهو اشتراك مؤسسة التربية الخاصة مع مدارس التربية العامة بالبناء المدرسي فقط فيما تكون لكل مدرسه خططها الدراسية الخاصة وأساليب تدريب وهيئة تعليمية خاصة بها وممكن ان تكون الإدارة موحده.ثانياً:الدمج التعليمي( التربوى) :
اشراك الطلاب ذوي الإحتياجات الخاصة مع الطلاب العاديين في مدرسه واحده تشرف عليها نفس الهيئه التعليميه وضمن البرنامج المدرسي مع وجود اختلاف في المناهج المعتمده في بعض الأحيان .ويتضمن البرنامج التعليمي صف عادي و صف خاص وغرفة مصادر.أو هو ما يقصد به دمج الطالب ذوى الاحتياجات الخاصه مع أقرانه العاديين داخل الفصول الدراسية المخصصة للطلاب العاديين ويدرس نفس المناهج الدراسية التى يدرسها العادي مع تقديم خدمات التربية الخاصة.
ثالثاً: الدمج الاجتماعي :
وتعني إلحاق الاطفال ذوي الإحتياجات الخاصة بالصفوف العامة بالانشطه المدرسية المختلفة كالرحلات والرياضه وحصص الفن والموسيقى والانشطة الاجتماعية الأخرى , وهو ابسط انواع واشكال الدمج حيث لا يشارك الطالب ذوى الاحتياجات الخاصة نظيره العادي في الدراسه داخل الفصول الدراسية وإنما يقتصر على دمجه في الأنشطة التربوية المختلفة مثل التربية الرياضية والتربية الفنية وأوقات الفسح والجماعات المدرسية والرحلات والمعسكرات وغيرها.
رابعاً:الدمج المجتمعي :
اعطاء الفرص لذوي الإحتياجات الخاصة للاندماج في مختلف انشطة وفعاليات المجتمع وتسهيل مهمتهم في ان يكونوا أعضاء فاعلين ويضمن لهم حق العمل باستقلاليه وحريه التنقل والتمتع بكل ما هو متاح في المجتمع من خدمات.أهداف الدمج:
1- إتاحة الفرص لجميع الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة للتعليم المتكافىء والمتساوي مع غيرهم من الاطفال.2- إتاحة الفرصة للاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة للانخراط في الحياة العادية. والتفاعل مع الأخري.
3- إتاحة الفرصة للاطفال العاديين للتعرف على الاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة عن قرب وتقدير مشاكلهم ومساعدتهم على مواجهة متطلبات الحياة.
4- خدمة الاطفال المعوقين في بيئتهم المحليه والتخفيف من صعوبة انتقالهم الى مؤسسات ومراكز بعيده عن بيتهم وخارج اسرهم وينطبق هذا بشكل خاص على الاطفال من المناطق الريفيه والبعيده عن مؤسسات ومرامز التربية الخاصة.
5- استيعاب أكبر نسبه ممكنه من الاطفال المعوقين الذين لا تتوفر لديهم فرص للتعليم.
6- تعديل اتجاهات أفراد المجتمع وبالذات العاملين في المدارس العامة من مدراء ومدرسين وأولياء أمور.
7- التقليل من الكلفة العالية لمراكز التربية المتخصصه .
8- التقليل من الفوارق الاجتماعية والنفسية بين الأطفال أنفسهم وتخليص الطفل وأسرته من الوصمة التي يمكن أن يخلقها وجوده في المدارس الخاصة.
9- وإعطاؤه فرصة أفضل ومناخا أكثر تناسبا لينمو نموا أكاديمياً واجتماعيا ونفسيا سليما إلى جانب تحقيق الذات عند الطفل ذي الاحتياجات الخاصة وزيادة دافعيته نحو التعليم ونحو تكوين علاقات اجتماعية سليمة مع الغير وتعديل اتجاهات الأسرة وأفراد المجتمع. 10- وكذلك المعلمون وتوقعاتهم نحو الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة من كونها اتجاهات تميل إلى السلبية إلى الأخرى أكثر ايجابية
11- كما يحق للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة تلقي التعليم في المدارس العادية كبقية الأطفال العاديين حيث يعتبر الدمج جزءا من التغيرات السياسية والاجتماعية التي حدثت عبر العالم وان التربية الخاصة في المدارس العادية تساعد علي تجنب عزل الطفل عن أسرته والذين قد يكونون مقيمين في مناطق نائية.
12- هو التركيز بشكل أعمق علي المهارات اللغوية للطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العادية حيث نجد إن تعلم اللغة لا يتم بالصدفة وإنما يعتمد بشكل كبير علي العوامل البيئية ويعتبر النمو اللغوي مهما جدا للأطفال المدمجين حيث يسهل نجاحهم من خلال التفاعلات اليومية مع الآخرين. لذا فان عملية تكييف الجوانب المرتبطة باللغة كالقراءة والكتابة والتهجئة والكلام والاستماع تعد مطالب ضرورية لنجاح دمجهم.
13- وقد أشارت العديد من الدراسات إلى إن الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في فصول الدمج التي تقدم لهم مناهج معدلة وبرامج تربوية فردية في المهارات اللغوية يظهرون مقدرة أفضل للتعبير عن أنفسهم، كما إن الدمج يزود الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة بالفرص المناسبة لتحسين كل من مفهوم الذات والسلوكيات الاجتماعية التي وجد بأنهما مرتبطان ببعضهما بشكل كبير.
14- أن دمج الطفل من ذوي الاحتياجات الخاصة مع الأطفال العاديين يساعد هؤلاء في التعرف علي هذه الفئة من الأطفال عن قرب وكذلك تقدير احتياجاتهم الخاصة وبالتالي تعديل اتجاهاتهم وتقليل آثار الوهم السلبية من قبل الأطفال الآخرين ، والمدرسة من أفراد العائلات الأخرى ومن غير المعاقين ووضع الأطفال في ظروف ومناخ تعليمي أكثر إدماجاً واقل تكلفة وتوفر تعليماً فردياً حيث أن دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس العامة من الناحية الاقتصادية يكون اقل تكلفة مما لو وضعوا في مدارس خاصة لما تحتاجه تلك المدارس من أبنية ذات مواصفات وجهاز متخصص من العاملين بالإضافة إلى الخدمات الأخرى.
15- يجب أن لا يغيب عن أذهاننا بأن الدمج قد لا يكون الحل الأمثل لكل الاطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، بل إن بعض الاطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة قد لا يتمكنون من النجاح في أوضاع الدمج المختلفة لتباين حاجاتهم وعدم فعالية الخدمات التي قد تقدم لهم في تلك الأوضاع الدراسية.. ففي حين ان الدمج قد يكون حلماً وأملاً يتمناه الكثير من الأفراد من ذوي الاحتياجات الخاصة إلا انه قد يكون كارثة للبعض الآخر لما قد يطرأ من سلبيات في عملية التطبيق لا يتم احتواؤها مسبقاً أو الاستعداد لها.
16- يعتبر الدمج متسقاً ومتوافقاً مع القيم الاخلاقية والثقافية.
17- يخلص الدمج العاديين من الأفكار الخاطئة حول خصائص أقرانهم وإمكاناتهم وقدراتهم من ذوي الاحتياجات الخاصة
18- من أهداف الدمج بعيدة المدى تخليص ذوى الاحتياجات الخاصة من جميع أنواع المعيقات سواء المادية أو المعنوية التى تحد من مشاركتهم في جميع مناحى الحياه.
17- يخلص الدمج العاديين من الأفكار الخاطئة حول خصائص أقرانهم وإمكاناتهم وقدراتهم من ذوي الاحتياجات الخاصة
18- من أهداف الدمج بعيدة المدى تخليص ذوى الاحتياجات الخاصة من جميع أنواع المعيقات سواء المادية أو المعنوية التى تحد من مشاركتهم في جميع مناحى الحياه.
يمكنكم الاستماع الي محاضرة توضيحية من هنا (طرق تدريس التوحد)
للإطلاع علي المحاضرة القادمة (التخطيط لعملية دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في الفصول والمدارس العادية) أضغط هنا