إعداد دروس علم النفس وتحليل المحتوي

 

إعداد دروس علم النفس وتحليل المحتوي



تحدثنا عن تحضير الدروس وضرورة أن يقوم معلم علم النفس بالتحضير الذهني والكتابي وألا يقتصر التحضير علي أحدهما, وهنا يجب أن ندرك انه وقبل التحضير الكتابي يجب أن يقوم المعلم بتحليل محتوي الدرس الذي يقوم بتحضيره.

       وقد عرَّف مصطلح تحليل المحتوى بأنه مجموعة الأساليب والإجراءات الفنية التي صممت لتفسير وتصنيف المادة الدراسية بما فيها النصوص المكتوبة والرسومات والصور والأفكار المتضمنة في الكتاب. أو هو تحليل الدرس بحيث يخرج ذلك القدر من المعارف والمهارات والقيم والاتجاهات المتضمنة في الدرس والتي يقع عليها الاختيار والتي يتم تنظيمها على نحو معين, وبها يمكن أن نحقق الأغراض التربوية.وبذلك يقوم المعلم بتحليل محتوي الدرس إلي مايسمي "المفردات" ويقصد بالمفردات العناوين الرئيسة والفرعية الواردة في الوحدة الدراسية أو الدرس ثم تحليلها إلي جوانب (معرفية, ووجدانية,ومهارية) كالتالي:

1- الجوانب المعرفية في تحليل محتوي الدرس:

ويشمل الجوانب المعرفية التالية:

·  المفاهيم

تعرف بأنها صور ذهنية تشير إلى مجموعة من العناصر المتقاربة ويعبر عنها بكلمة أو أكثر يحمل المضمون, والمفهوم يتطور وينمو بتطور معارفنا ويتصف المفهوم بالعمومية والرمزية والتمييز ومن أمثلته:(الدافع,الحاجة,الباعث,الإنفعالات,الشخصية,الذاكرة,الإدراك ) وتعد المفاهيم بمثابة القاعدة الأساسية الأكثر نجاحا فهي تسهم في تنظيم الخبرة العقلية وترابطها كما تعمل على تيسير اختبار محتوى المقرر, وجعل انتقال أثر التعلم بشكل أكثر فائدة في الحياة العامة.

·       الحقائق والأفكار:

- الحقائق :تعرف بأنها أشياء ندركها علي أنها صحيحة وخاضعة للإثبات والملاحظة وتعد القاعدة الأساسية التي تقوم عليها المعرفة ومن أنواعها:

1- حقيقة مطلقة: ثابتة غير قابلة للتغيير مثل "عملية الإحساس تسبق عملية الإنتباه".

2- حقيقة نسبية: عملية تتغير بحسب التطورات المستخدمة في العالم مثل "ترتيب هرم ماسلو للدوافع".

- الأفكار: فهي مجموعة حقائق عامة تفسر الظواهر والعلاقات.

·  التعميمات:عبارة تربط بين مفهومين أو أكثر, وهي أكثر عمومية وتتجه نحو التجريد وقد تمثل بالنظريات (مثل نظرية التحليل النفسي) وقد تمثل المبادئ والقواعد والأحكام العامة والقوانين مثل (قوانين الإدراك).

2- الجوانب الوجدانية في تحليل محتوي الدرس:

يشمل جوانب الإحساس والمشاعر الوجدانية التالية:

·  الاتجاه: 


يشير إلى المواقف التي يتخذها الفرد بالرفض أو القبول إزاء قضية معينة (مثل الإتجاه نحو التغير الإجتماعي,العمل التطوعي) والاتجاه يتميز بالاستقرار والثبات حيث مع كونه وجداني إلا أنه يغلب عليه الجانب العقلي المعرفي الذي يجعل من عليه تغيير وتعديله شيء من التأني الطويل.

·  الميل: تعبير عن الحب أو الكره بغض النظر عن كونه إتجاه فهو لا يوصف بالثبات والإستقرار كالإتجاه (مثل حب أو كراهية العمل التطوعي).

·  القيمة: 


حصلة مجموع الاتجاهات التي تتكون لدى الفرد إزاء أي أن الاتجاه وحدة تكوين القيمة وتلعب القيم دورا أساسيا في اتخاذ الفرد لقراراته وجوانب سلوكه ومن أمثلة القيم: (الأمانة , تحمل المسؤولية , الشجاعة).


·  الرأي: 

هو تكوين فكرة أو حكم على موضوع أو شخص ما ، أو مجموعة من المعتقدات القابلة للنقاش وبذلك تكون صحيحة أو خاطئة، وتخص أعضاء في جماعة أو أمة تشترك في الرأي رغم تباينهم الطبقي أو الثقافي أو الاجتماعي ، فيعترض ذلك مع الرأي الخاص الذي يشير إلى أمور ومسائل شخصية تتعلق بفرد واحد.أو هو حكم أو فكرة يتبناها الفرد أو الجماعة ويعد الرأي صورة للتعبير عن الاتجاه, ما يساعد في تنمية التعليم الوجداني المرغوب في المدرسة وجود النماذج الحسنة (القدوة) من المعلمين, والمواد الدراسية التي تحكى عن العلم والعلماء (سيرة , تاريخ , آداب , اجتماع , علوم).

3-الجوانب المهارية في تحليل محتوي الدرس

ويشمل جانب المحتوى المهاري المتمثل في المهارات اللازمة للأداء والتشغيل, واستخدام الأجهزة والمقاييس وتركيب الآلات والمهارات المتصلة بالألعاب.

·  المهارة: وهو القدرة على الأداء والتعلم الجيد وقتما نريد والمهارة نشاط متعلم يتم تطويره خلال ممارسة نشاط ما تدعمه التغذية الراجعة, وكل مهارة من المهارات تتكون من مهارات فرعية أصغر منها، والقصور في أي من المهارات الفرعية يؤثر على جودة الأداء الكلي, كذلك فهي دقة وسرعة في الأداء يسبقها الجانب المعرفي ومن أمثلة المهارات في علم النفس(التعامل مع أجهزة زمن الرجع, القرص الخشبي) ومن العوامل التي يجب مراعاتها لتنمية الجانب المهاري في المدرسة:

-       علم المهارات يتوقف على الجانب المعرفي وقدرة الفرد على القيام بأداء تلك المهارة.

-       المحددات الأساسية للمهارة: (السرعة , الإتقان , الاقتصاد في الجهد المبذول).

-       تتطلب المهارة التدريب على العمل ومراعاة دوافع التعليم والتعزيز الذي يحصل عليه نتيجة أداء المهارة.

       ولكي ندرك العلاقة العميقة بين إعداد وتحضير الدروس وبين تحليل محتوي علم النفس لابد أن نجيب عن السؤال التالي لماذا نحلل المحتوى ؟وتظهر الإجابة في أن تحليل المحتوي يفيد في :

1- يتعرف المعلم القائم بعملية التحليل من خلاله على كل جزئيات الموضوع .

2- إعداد الخطط التعليمية الفصلية واليومية

3- اشتقاق الأهداف التعليمية التعلمية

4- اختيار الاستراتيجيات التعليمية التعلمية المناسبة.

5- اختيار الوسائل التعليمية والتقنيات المناسبة

6- بناء الاختبارات التحصيلية وفق الخطوات العلمية

7-  تبويب أو تصنيف عناصر المحتوى لتسهيل تنفيذ الخطة

8- يفتتح المجال أمام القائم بعملية التحليل ؛ لإبداء الرأي وتسجيل الملاحظات والقبول والرفض ـ أحياناً ـ لأفكار الكاتب أو المؤلف والكشف عن مواقف القوة والضعف في الكتاب المدرسي

نشاط : قم بتحليل درس الدوافع كما في نموذج التحليل التالي:


نــمــــــوذج تــحــلــيـــل مـحـتــــــوى

المقرر:علم النفس                      

الـصــف : الثاني الثانوي         
الفصل الدراسي الأول                      

 

الدرس

الـمـفــاهــيــم والمصطلحات

 

المهارات

 

الأفكار

 

القيم والاتجاهات

 

الحقائق والتعميمات

الدوافع

 

 

 

 

 

 

       







بعد قيام المعلم بتحليل المحتوي بشكل جيد وتحضير الدرس تحضيراً ذهنياً يبدأ في توثيق التحضير في دفتر التحضير في ضوء عناصر يجب أن تتوافر في تحضير الدرس

·       العناصر التي يجب أن تتوفر في خطة الدرس:

ليس هناك شكل محدد للتوثيق الكتابي لما تم تحضيره ذهنياً، غير أنه من المهم أن تشتمل على المكونات والعناصر التالية:

1- عنوان الخطة (المعلومات الأولية) وتشمل:عنوان الدرس، اليوم والتاريخ، الصف والفصل....

2- تحديد الأهداف السلوكية، ومن أهم ضوابطها أن تكون :

-مرتبطة بالأهداف العامة للتربية وللمرحلة ولمادة علم النفس.

        - اشتمالها على المجالات الرئيسة للأهداف وهي : ( المجال المعرفي, المجال الانفعالي, المجال النفس حركي ).

         3- تحديد المحتوى وافكار الدرس, ومن ضوابطه :

ـ أن يسهم في تحقيق أهداف الدرس .

ـ أن يشمل الموضوع بصورة متوازنة بما يتلاءم مع زمن الحصة .

ـ أن يشتمل على معلومات واضحة وصحيحة ( أرقام ، تواريخ ، أسماء ) .

ـ أن تكون عناصره مرتبة ترتيباً منطقياً .

4- اختيار طرق واستراتيجيات التدريس والأساليب والنشاطات (أساليب المعلم في التدريس، ونشاطات الطالب للتعلم) ومن ضوابطها:

ـ أن تكون متنوعة فلا تقتصر على طريقة أو أسلوب دون آخر .

ـ أن تراعي الفروق الفردية للطلاب وتكون ذات مستويات مختلفة.

ـ أن تشتمل على نشاط عملي في الصف .

ـ أن تكون مرتبطة بموضوع وأهداف الدرس .

4- اختيار الوسائل والأدوات التعليمية، ومن ضوابطها :

ـ أن تكون ملائمة لموضوع الدرس ولمستوى الطلاب.

ـ أن تسهم في تحقيق أهداف الدرس وتوضيح المحتوى بفاعلية .

ـ أن تكون متنوعة ومبتكرة وتشجع الطلاب على استخدامها.

 5- تحديد خطة السير في الدرس، وهي تعتبر مرحلة التخطيط لتنفيذ الدرس ويجب أن يذكر معلم علم النفس نفسه بضرورة توافر مايلي أثناء التنفيذ:

أ‌-     يهيئ البيئة الصفية ويحرص على ايجاد المناخ الايجابي والمريح داخل غرفة الصف.

ب‌-                        يقدم المادة الدراسية بشكل واضح وبتسلسل منطقي.

ت‌-                        يركز على المعارف والمفاهيم الاساسية كأساس لمحتوى الدرس.

ث‌-                        ينظم الوقت المتاح بحيث يتناسب مع اوزان الأنشطة التعليمية التعلمية.

ج‌- يشجع الطلبة على المشاركة في الأنشطة ويراعي الفروق الفردية بينهم.

ح‌- يطرح اسئلة تعمل على تحدي تفكير الطلبة ويستخدم اسلوب النقاش في اجزاء محددة من المنهاج.

خ‌- يستخدم في تدريسه لغة سليمة

د‌-   يستخدم المواد التعليمية والوسائل في اطار الموقف التعليمي ويركز على الامثلة للتوضيح

ذ‌-   يستخدم اساليب تعزيز مختلفة

ر‌-  يراقب سلوك الطلبة خلال الدرس ويتأكد من فهمهم للدرس والصعوبات التي تعترضهم خلال الشرح.

وتشمل خطة السير في الدرس ثلاث مراحل، هي:

أولا : التمهيد: 

وهو مدخل ضروري لتقديم الدرس يجب أن يثير اهتمام الطلاب ويدفعهم للتشوق لعرض الدرس, ويمكن لمعلم علم النفس التمهيد للدرس الجديد باستخدام الأساليب التالية :-

- ربط الدرس الجديد بالدرس السابق.

- استخدام وسيلة إيضاح تكون ذات صلة بالدرس الجديد بهدف تشويق الطلاب إليه.

- استغلال خبراتك الشخصية لإثارة ميل الطلاب إلى الدرس الجديد.

ثانيا : العرض :

وهو الجانب المهم في الدرس، حيث يقوم فيه المعلم بعرض عناصر الدرس. بمشاركة التلاميذ مشاركة فعالة ، حيث لا ينبغي أن يقتصر دور التلاميذ على التلقي فقط، وينبغي أن يكون العرض وفقا لأهداف الدرس وطبيعة المحتوى ، ومن الضروري أن تتعدد فيه الأنشطة، وأن تستخدم الوسائل المعينة بصورة طبيعية غير متكلفة ، وفقا لطبيعة المادة ، وطبيعة التلاميذ، وتوفر الوسائل والزمن المخصص للدرس.

ثالثا : الخاتمة

وهي عبارة عن تلخيص لأهم عناصر الدرس ، وذلك للتذكير بها وإبرازها، و ينبغي تدوين ذلك الملخص على السبورة متى كان ذلك ضروريا ، حسب طبيعة المادة ومرحلة نمو التلاميذ.

6- اختيار أساليب التقويم ، وعلى ضوئها يتم تحديد مدى نجاح أو فاعلية خطة التدريس المطبقة ومن أهم ضوابط عملية التقويم :

ـ أن يكون التقويم مرتبطاً بأهداف الدرس .

ـ أن تكون وسائل التقويم متنوعة ( شفهي ، تحريري ، موضوعي ، مقالي ).

ـ أن يتم التقويم من خلال أسئلة رئيسة .

ـ أن يقيس المعلومات و المهارات والاتجاهات .

        7ـ تحديد الواجبات المنزلية: وهو تكليف من المعلم للطالب بغرض تثبيت الخبرة في ذهنه وربطه بالمادة الدراسية لوقت أطول ، ومن أهم ضوابطه :

ـ أن يتميز بالبساطة وعدم التعقيد.

.أن يسهم الواجب في تحقيق أهداف الدرس .

ـ أن يكون متنوعاً في موضوعاته واضحاً ومحدداً في أذهان الطلاب .

ـ أن يساعد الطلاب على التعلم بفاعلية ويحفزهم على الاطلاع الخارجي.

ولذلك لابد أن يسأل المعلم نفسه الأسئلة التالية حتي يقوم الخطة التي تم وضعها:

كيف تنجح في تقويم ما قمت بإعداده من دروس؟  

أولا : موضوع الدرس:

-       هل يتسم بالوضوح والدقة؟

-       هل يعالج موضوعا يرغب الطلاب في دراسته؟

-       هل يناسب ميول الطلاب؟

ثانيا: أهداف الدرس:

-       هل هي مناسبة لمستوى نمو التلاميذ؟

-       هل تم صياغتها بطريقة إجرائية؟

-       هل تتضمن الجوانب المعرفية والمهارية والوجدانية؟هل يمكن تحقيقها بسهولة ؟هل هي واضحة ومفهومة؟

ثالثا:التمهيد للدرس:

-       هل فكرت جديا في التمهيد للدرس الجديد؟ هل كان التمهيد جاذب لإنتباه الطلاب؟

رابعا: محتوى الدرس:

-       هل يساعد على تحقيق أهداف الدرس ؟هل يناسب مستوى التلاميذ؟هل يناسب زمن الحصة؟

-       هل يتطلب قراءة كتب أخرى غير الكتاب المدرسي؟ هل يتسم بالاستمرار والتتابع والتكامل؟

خامسا:الوسائل التعليمية:

-       هل هي متوفرة بالمدرسة أم أنك سوف تصنعها؟هل تساعد على تحقيق أهداف الدرس؟

-       هل الفصل ملائم لعرض هذه الوسائل؟

-       هل قمت بتحديد مواضع استخدامها في الدرس ومتى وكيف يمكن استخدامها؟ هل هي ملائمة لمستوى التلاميذ؟

سادسا: طريقة التدريس:

-       هل راعيت تعدد وتنوع طرق التدريس ؟هل اخترت الطريقة المناسبة للمحتوى المناسب؟

-        هل الطريقة مناسبة للهدف ومحققة له؟ هل الطريقة مثيرة لميول التلاميذ نحو الدراسة؟

-        هل راعيت الفروق الفردية بين التلاميذ؟هل الطريقة مناسبة للموقف التعليمي ؟

-        هل الطريقة تسمح للتلاميذ بالعمل فرادى وجماعات؟

-        هل الطريقة تسمح بالمناقشة والحوار ؟

-        هل الطريقة تساعد على تنمية تفكير التلاميذ؟

سابعا: أسئلة التقويم:

-       هل الأسئلة تقيس ما تم وضعه من أهداف؟

-       هل هي متنوعة بحيث تقابل ما بين التلاميذ من فروق فردية؟ 

-       هل تم صياغتها بطريقة جيدة ؟   

-       هل هي شاملة وتغطى الجوانب ( المعرفية والمهارية والوجدانية)



 للإطلاع أو تحميل الملف كاملاً من هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا


أو التحميل من خلال الرابط المختصر من هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا


لمشاهدة شرح المحاضرة كاملة من هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا




المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق