أنماط الإدارة الصفية

                                 أنماط الإدارة الصفية


1- النمط الفوضوي:

يسود هذا النمط لدى المعلمين ضعاف الشخصية، والمهملين الغير قادرين على جذب انتباه الطلاب فتجد التلاميذ يتنقلون بين المقاعد المختلفة ويتصرفون وفقاً لأهوائهم في غرفة الفصل دون الإحساس بوجود ضوابط لتصرفاتهم. أما المعلم فهو غير مخطط وعديم المقدرة على القيام بالجهد اللازم لتقويم سلوك التلاميذ، غير مبادر وتكاد شخصيته تذوب بين التلاميذ بحثاً عن صداقات معهم، وبذلك تكون إنتاجية العملية التربوية ضعيفة ومتدنية، ويضيع الوقت في استفسارات التلاميذ التي لا طائل لها.

ويمنح المعلم خلال هذا الأسلوب الفوضوي السائب عن رغبة ذاتية أو غير ذاتية حرية متناهية للطلاب في توجيه شئونهم وتعلمهم والتصرف كما يحلو لهم دون تدخل يذكر منه، فهم ينتقلون من مكان لأخر في الفصل ويخرجون منه دون أذن في الغالب.

وهنا تتميز الحياة الصفية نتيجة لهذا الأسلوب الفوضوي واللاهادف، أما المعلم فيتصف بضعف الشخصية والإهمال وعدم القدرة على توجيه الطلاب وجذب انتباههم.

 2- النمط التسلطي:

ويتميز هذا النمط بمناخ صفي يتصف بالقهر والإرهاب والخوف، حيث يرى المعلم في نفسه مصدراً رئيساً بل ووحيداً للمعلومات، وينتظر من تلامذته الطاعة التامة لتعليماته وأوامره مزاجياً في علاقته بالتلاميذ فهو الذي يمتلك القدرة على الثواب والعقاب، مفقِداً للتلاميذ ثقتهم بأنفسهم من خلال اعتمادهم عليه كلياً مقاوماً لأي تغيير في نمطه الإداري معتبراً ذلك تحدياً لسلطته.

فالمعلم الذي يتخذ النمط التسلطي:

أ‌-  لا يسمح لطلبته بالنقاش داخل الصف ويكون الطالب متلقيا للعلوم والمعارف فقط ولا يستطيع المناقشة إلا إذا طلب منه المعلم الاجابة على سؤال.

ب‌-      يفرض المعلم رأيه على الطلبة ويضع له ما يجب عليهم فعله ومتى يجب؟ وأين؟ وكيف؟

ج-لا يؤمن بالعلاقات الانسانية ويعتقد انه يجب المحافظة على مساحة واسعة بينه وبين طلبته.

د- يستخدم اساليب القهر والعقاب البدني

هـ- منح الطلبة القليل من الثواب والتحفيز.

و- لا يثق بالطلبة ويعتقد انهم بحاجة إلى من يتابعهم دائما ويقوم سلوكهم .

ز- دائم التوقع باستجابة الطلبة له في جميع المواقف لذا تجده غاضبا عند مخالفة هذا التوقع من أحد من الطلبة.

3- النمط الديمقراطي:

وهو ذلك النمط الذي يوفر الأمن والطمأنينة لكل من التلميذ والمعلم، حيث يسوده جو التفاعل الإيجابي بين المعلم وتلامذته من جهة وبين التلاميذ أنفسهم من جهة أخرى، وهو يراعي النمو المتكامل للتلميذ من كل جوانبه الجسدية والنفسية، حيث يعطي للتلميذ الفرصة في التعبير عن نفسه، والتواصل والتحاور مع زملائه مما يوفر إمكانية التعلم بالأقران، ويبني شخصية الطالب الخاصة به القادرة على نقد الآراء والأفكار المطروحة، والقادرة على الإبداع، وفيها تكون الحرية للمدرس بوضع خطنه الخاصة بالمنهاج وبالاتفاق مع تلامذته من حيث التقديم أو التأخير في بعض موضوعات المنهاج، أو إثراء المنهاج بما يتفق مع حاجات تلاميذه، ولذلك يحتاج هذا النمط التربوي لمدرسين ذوي كفاءة عالية حتى يتمكنوا من الحفاظ على البيئة الصحية للصف، مع الحفاظ على مستوى عال من التحصيل، فالمعلم هنا لا يعطي الأولوية لحفظ المعلومات والمعارف، ولكنه يعطيها لفهم المعلومات فهماً صحيحاً وعميقاً، مما يتيح الفرصة أمام التلميذ لنقل اثر التعلم وتطبيقه بصورة فعالة في مواقف جديدة.

ومن أبرز ممارسات المعلم في هذا النمط:

1- يشرك الطلبة في المناقشة وإبداء الآراء ويتيح لهم فرص متكافئة للتعبير عن آرائهم

2- يعمل على زيادة دافعية الطلبة للتعلم باستخدام اثارة الدوافع بالتعزيز والتنويع لاساليب التعليم المتبعة.

3- يحترم مشاعر الطلبة ويحبهم فهو:

-         يستخدم لغة تركز على المواقف والحقائق وليس على الاشخاص.

-         يعبر عن الغضب بطريقة معقولة " لقد أغضبتني..."

-         يتجنب توجيه اللوم الشديد للطلبة ونعتهم بألقاب تؤذيهم " انت غير مسئول".

-   يتجنب الأسئلة المؤذية " لماذا لم تحل الواجب.....لماذا انت مهمل؟" ولكن يطرح المشكلة ويطلب من الطالب حلها

-         يتجنب السخرية من الطلبة ويحذر من إضحاكهم على زميلهم.

4- يرسم الخطط وينسق بين الطلبة لتنفيذ الاعمال المشتركة ويدعو للتعاون في تنفيذها.

5- يشجع الطلبة على الابداع والابتكار ويتيح الحرية الفكرية لهم.

6- يستثير اهتمامات الطلاب ويوجهها ويرشد السلوك ويقومه.

·        دور المعلم في الإدارة الصفية:

     ولعل من أبرز الممارسات التي يتوقع من المعلم القيام بها لتحقيق الانضباط الصفي الفعال بغية إتاحة فرص التعلم الجيد للتلاميذ ما يلي :أن 

1-         يعمل المعلم على توضيح أهداف الموقف التعليمي للتلاميذ

2-         يحدد الادوار التي يتحملها التلاميذ في سبيل بلوغ الاهداف التعليمية المرغوب فيها 

3-   يوزع مسؤوليات إدارة الصف على التلاميذ جميعاً , حيث يحرص على مشاركة التلاميذ في تحمل المسؤوليات كل على ضوء قدراته وإمكاناته

4-        يتعرف على حاجات التلاميذ ومشكلاتهم , ويسعى الى مساعدتهم على مواجهتها

5-   ينظم العلاقات الاجتماعية بين التلاميذ , وأن ينمي بينهم العلاقات التي تقوم على الثقة والاحترام المتبادل ويزيل من بينهم العوامل التي تؤدي الى سوء التفاهم

6- يوضح للتلاميذ النتائج المباشرة والبعيدة من وراء تحقيق الاهداف التعليمية للموقف التعليمي.

7-  يعمل على إثارة دهشة التلاميذ واستطلاعهم وذلك من خلال أسئلة تخلق عند التلاميذ الدهشة وحب الاستطلاع , وتدفعهم الى الانتباه والهدوء مثل :- ماذا يحدث لو أن الشمس لم تظهر طوال العام؟ 

8-  يستخدم ما يمكن تسميته ( بإسلوب الاستثارة الصادقة ) ويقصد بهذا الاسلوب وضع التلميذ في موقف الحائر المتسائل , وذلك بأن يطرح المعلم سؤالاً على تلاميذه مثل : لماذا تتأثر الإنفعالات بالدوافع ؟ وقد يتبادر للذهن أن هذا الاسلوب يتشابه مع اسلوب إثارة الدهشة ,لكن خلق الصدمة يعطي استجابة أقوى من الاسلوب الاول

9-      يستخدم أساليب التعزيز الايجابي بأشكالها المختلفة

10-   يلجأ إلى تقسيم التلاميذ إلى مجموعات وفرق صغيرة وفق متطلبات الموقف التعليمي

11- يستخدم استراتيجيات تعليمية متنوعة , فيغير وينوع في أساليبه التعليمية ولا يعتمد اسلوباً أو نمطاً تعليمياًمحدداً

12- يستخدم أساليب التفاعل الصفي التي تشجع مشاركة التلاميذ وأن يغير وينوع في وسائل الاتصال والتفاعل سواء في الوسائل اللغوية أم غير اللغوية , وعليه أن يغير نغمات صوته تبعاً لطبيعة الموقف التعليمي

13- يعتمد في تعامله مع تلاميذه أساليب الإدارة الديمقراطية مثل العدل والتسامح والتشاور , وتشجع أساليب النقد النباء واحترام الآراء

14-   ينوع في الوسائل الحسية للإدارك فيما يختص بالسمع واللمس والصبر

15-   يجنب التلاميذ العوامل التي تؤدي إلى السلوك الفوضوي

16- يعالج حالات الفوضى وانعدام النظام بسرعة وحزم , شريطة أن يحافظ على اتزانه الانفعالي

17-   يخلق أجواء صفية تسودها الجدية والحماس وإتجاهات العمل المنتج

18- يعمل على مساعدة التلاميذ على اكتساب اتجاهات أخلاقية مناسبة مثل:-احترام المواعيد واحترام اراء الاخرين , المواظبة , الاجتهاد , الثقة بالنفس الضبط الذاتي

19-  يفسح المجال أمام التلاميذ لتقييم سلوكهم وتصرفاتهم على نحو ذاتي

20- يوضح القاعدة الاخلاقية للسلوك المرغوب فيه ومواصفات هذا السلوك ومعاييره , وأن يناقش تلاميذه بأهمية وضرورة السلوك المرغوب فيه ونتائج إهماله

21-يراقب انتباه الطلبة خلال الدرس فالطلبة يركزون انتباههم على الدرس عندما يعرفون ان تراقبهم باستمرار، مما يزيد من فعاليتهم ومحافظتهم على النظام.

22- يحافظ على سرعة وتيرة الدرس فإن أي تأخير أو تكرار لأمور غير مهمة من شأنها أن تثير ملل بعض الطلبة وتشتت انتباههم ودفعهم للانشغال بمؤثرات أخرى من شأنها ان تخل بنظام وانضباط الصف.

23- يقوم بالانتقاء العشوائي للطلبة للاجابة على الأسئلة إذ لا بد من توجيه اسئلة للطلبة من ذوي الانجازات المتواضعة لاشعارهم بالنجاح أيضا.

24-ييطرح السؤال ثم اختر من سيجيب عليه بعد مرور 5 ثواني على الاقل من طرحك وذلك لاعطاء جميع الطلبة فرصة للتفكير والتفاعل الايجابي مع السؤال.

25- يطرح اسئلة تخص حياة الطلبة الخاصة : وهذا النوع من الأسئلة يجد اهتماما من الطلبة اذا ارتبط بموقف تعليمي واقعي، ومن أمثلة هذه الأسئلة : هل شعرت بشعور الفخر والاعتزاز عندما استشهد أخو أو عندما قدمت مساعدة لمحتاج ؟، ما هو موقف والديك من اقدامك على التبرع للمدرسة....الخ.

26-ينوع من الأسئلة المطروحة بحيث تتضمن اشكالا عدة تراعي قدرات الطلبة وميولهم.

27- يستفيد من أساليب التعلم الذاتي وركز على تعليم الطلبة كيف يتعلمون ذاتيا: وذلك من خلال إكسابهم بعض مهارات التعلم الذاتية  مثل/ استخدام المراجع والملخصات وكتابة التقارير والأبحاث .. الخ.

28- الافادة من مرافق المدرسة في توسيع غرفة الصف: فكثير من الأنشطة التعليمية يمكن استثمار مرافق المدرسة في تنفيذها مثل المكتبة، مختبر الحاسوب والملاعب والمسجد وهذا يتطلب تخطيطا جيدا من المعلم وتنظيما يتناسب مع الوقت المتاح لاستثمار هذه المرافق.

29- الاستفادة من اسلوب تعليم الأقران: بحيث تقسم المدرس الفصل إلى مجموعات يتعاون فيها لطلبة المتفوقون مع المعلم في مساعدة الطلبة الآخرين في فهم بعض المسائل والدروس.

30- اللجوء إلى جدول دراسي مرن: بحيث يمكن للمعلم أن يرتب برنامجه بالتعاون مع مدير المدرسة للبقاء في الفصل أكثر من حصة لتمكين المعلم من تحقيق أهدافه. 

     على أية حال وعلى الرغم من أهمية كل هذه الامور السابقة وضرورتها فلا بد من وجود المعلم القادر على فهم التلاميذ والتعامل معهم ورعاية شؤنهم الصحية والنفسية والاجتماعية والتربوية , وفهم البيئات الاجتماعية التي تحيط بهم , ومساعدتهم على التكيف الاجتماعي

وهناك أنماط غير مرغوب فيها يقوم بها المعلم لا تشجع حدوث التفاعل الصفي:

1-استخدام عبارات التهديد والوعيد.

2-إهمال أسئلة التلاميذ واستفساراتهم وعدم سمعها .

3-فرض المعلم آراءه ومشاعره الخاصة على التلاميذ.

4-الاستهزاء أو السخرية من أي رأي لا يتفق مع رأيه الشخصي.

5-التشجيع والإثابة في غير مواضعها ودونما استحقاق.

6-استخدام الأسئلة الضيقة .

7-إهمال أسئلة التلاميذ دون الإجابة عليها .

8-احتكار الموقف التعليمي من قبل المعلم دون إتاحة الفرصة للتلاميذ للكلام .

9- النقد الجارح للتلاميذ سواء بالنسبة لسلوكهم أم لآرائهم.

10- التسلط بفرض الآراء أو استخدام أساليب الإرهاب الفكري.


 للإطلاع أو تحميل الملف كاملاً من هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا



لمشاهدة شرح المحاضرة كاملة من هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا



ويمكنك متابعة كل جديد من هنـــــــــــــــــــــا     

المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق