معلم علم النفس وإدارة بيئة الصف
معلم علم النفس وإدارة بيئة الصف
إن التعلم الحقيقي الفعال لا يمكن أن يتم في صف تسوده الفوضى والاضطراب أو تسيطر
عليه أجواء القلق والتوتر، أو تنتشر بين
تلاميذه حالة من الاسترخاء والفتور وعدم الاكتراث بما يجري .
وبغير القدرة على إدارة الصف ، يفقد المعلم جانباً
مهما من جوانب التعلم وهناك ترابطا وثيق
بين قدرة المعلم على إدارة الفصل ،
وما يتمتع به من سمات ومزايا شخصية ، فالشخصية الهادئة المتزنة الموسومة
باللباقة والحزم وحسن التصرف ، أقدر على
إدارة الصف من المعلم السريع الانفعال ،
وغير القادر على التحكم في انفعالاته .
مفهوم الإدارة الصفية:
أخذت إدارة الصف مدلولات ومفاهيم متعددة
فهناك من يعرفها أنها مجموعة النشاطات التي يقوم بها المعلم لتأمين النظام في غرفة
الصف والمحافظة عليه . ويلاحظ في هذا التعريف أنه يقوم على أساس تركيز مهمة
الإدارة الصفية في المعلم وينظر إلى الإدارة على أنها موجهة نحو حفظ النظام الصفي
فقط. فهو تعريف يستند على الفلسفة التسلطية في الإدارة من جهة وهو محدود في مضمونه
من جهة أخرى. أو أنها مجموعة من النشاطات التي يؤكد فيها المعلم على توفير حرية
التفاعل للتلاميذ في غرفة الصف. أو هي مجموعة من النشاطات التي يسعى المعلم من
خلالها إلى خلق وتوفير جو صفي تسوده العلاقات الاجتماعية الإيجابية بين المعلم
وتلاميذه وبين التلاميذ أنفسهم داخل غرفةالصف. وبذلك يمكن تحديد مفهوم إدارة الصف
على أنها تلك العملية التي تهدف إلى تنظيم بيئة التعلم الكلية حتي يتمكن المعلم من
تحقيق كل الأهداف التربوية.
وبالتالي هناك فرق بين ضبط أو انضباط الصف وإدارة الصف:
فمفهوم
ضبط الصف هو " هو مقدرة المعلم على ضبط اداء وسلوكيات التلاميذ للسير فى
إتجاه معين من وجهة نظره دون الالتزام بقواعد متفق عليها ويعتمد على قوة شخصية
المعلم وتمكنه من حفظ النظام والهدوء داخل الصف" لذلك فهي "الأساليب
التى يستعملها المعلم للتعامل مع أفعال أو سلوكيات خاطئة يقوم بها الطلاب"
.
أما إدارة الصف فتعني"مجموعة من الأساليب والإجراءات والأنشطة التى يقوم بها المعلم بهدف تنظيم الطلاب والوقت والفصل والمواد التعليمية بهدف تفعيل عملية التدريس وحدوث عملية التعلم الجيد لتنمية الأنماط السلوكية المقبولة لدى الطلاب".
ويمكن تحديد أوجه المقارنة بين إدارة الصف وضبط الفصل
فيما يلي:
ضبط الصف |
إدارة الصف |
وجه المقارنة
|
*إكتساب التلاميذ قيم النظام والانضباط *استخدام كافة الأساليب المتاحة بتوفير جو العمل المساعد على
الإنجاز داخل غرفة الصف |
* خلق بيئة أمنة ومريحة وجو تسوده العلاقات
الايجابية بين الطلاب والمدرس وبين الطلاب وبعضهم البعض *تعلم الأنشطة الاجتماعية والأخق الحميدة واكتساب الصفات
المفيدة لمذيد من التعلم *تلبية حاجات الطلاب الفردية * إتاحة الفرص للتعلم * زيادة فرص حدوث التعلم بجودة عالية
كمآ ونوعآ |
الأهداف |
*عدم تنوع أساليب التشجيع والتعزيز *يعتمد
على قوة شخصيته فى ضبط الصف *يعتمد
الأساليب العقابية فى ضبط الصف *عدم
اهتمامه بحاجات التلاميذ و أحوالهم النفسية والأجتماعية وقدراتهم العقلية *تقييد
الاجابة على الأسئلة داخل الفصل بنظام معين *يساعد
فى منع عدد كبير من المشكلات الصفية |
*تهيئة جو تعليمى جيد وخبرات تعليمية
منظمة *ميسر
وموجه داخل غرفة الصف *ضبط وتهذيب مشاعر العدوان لدى الطلاب *اتخاذ
مواقف مناسبة عند حدوث مشكلة داخل الصف *إتاحة
الفرصة للطلاب ليتعلموا كيف يشجعون زملائهم ويمدحونهم *إتاحة
فرص متكافئة بين الطلاب *احترام
قيم الطلاب وتقدير مشاعرهم وتطلعاتهم *يساعد
فى منع عدد كبير من المشكلات الصفية |
|
*المعلم هو الذى يضع قواعد الصف *عدم
مشاركة الطلاب فى التفاعل الصفى *الانشغال
عن الدروس أو الشرود |
*يشترك فى وضع قواعد العمل داخل الصف
مع المعلم *المشاركة
فى تنفيذ النشطة الصفية *الانضباط
الذاتى داخل الفصل *قيام
علاقات طيبة بين المعلم وطلابه وبين الطلاب أنفسهم |
دور الطالب |
أهمية الإدارة الصفية :
يمكن تحديد أهمية الإدارة الصفية
في العملية التعليمية من خلال كون عملية التعليم الصفي تشكل عملية تفاعل إيجابي
بين المعلم وطلابه، ويتم هذا التفاعل من خلال نشاطات منظمة ومحددة تتطلب ظروفاً
وشروطاً مناسبة تعمل الإدارة الصفية على تهيئتها، كما تؤثر البيئة التي يحد ث فيها
التعلم على فعالية عملية التعلم نفسها، وعلى الصحة النفسية للطلاب، فإذا كانت
البيئة التي يحدث فيها التعلم بيئة تتصف بتسلط المعلم، فإن هذا يؤثر على شخصية طلابه
من جهة، وعلى نوعية تفاعلهم مع الموقف التعليمي من جهة أخرى. ومن الطبيعي أن يتعرض
الطالب داخل غرفة الصف إلى منهاجين: أحدهما أكاديمي والآخر غير أكاديمي ، فهو
يكتسب اتجاهات مثل:الانضباط الذاتي والمحافظة على النظام، وتحمل المسؤولية، والثقة
بالنفس، وأساليب العمل التعاوني، وطرق التعاون مع الآخرين، واحترام الآراء
والمشاعر للآخرين. إن مثل هذه الاتجاهات يستطيع الطالب أن يكتسبها إذا ما عاش في
أجوائها وأسهم في ممارستها وهكذا فمن خلال الإدارة الصفية يكتسب الطالب مثل هذه
الاتجاهات في حالة مراعاة المعلم لها في إدارته لصفه.
وتبرز أهمية الادارة الصفية الفعالة من
خلال النقاط التالية:
- ¨ أهمية
التعليم كعملية انسانية تعتبر الإنسان محور اهتمام وتركيز، ينبغي بناؤه بناء
متكاملا ليكون عنصرا فاعلا ومفيدا في مجتمعه.
- ¨ توفر
الادارة الصفية الفاعلة جوا أكاديميا مناسبا يسهل نقل المعارف والخبرات.
- ¨ تنمية الاتجاهات والقيم السلوكية المرغوبة لدى المتعلمين.
- ¨ تساعد على تحقيق الاهداف التربوية وصياغة التعلم في صورة نتاجات فردية وجماعية للمتعلمين.
- ¨ تعمل الادارة الصفية على تنمية الاحساس بالمسئولية والضبط الذاتي والاحترام المتبادل.
- ¨ تعمل على تهيئة الأجواء البيئية المناسبة للتعلم من خلال المحافظة على مقدرات الفصل.
- ¨ تعمل على توفير جو إنساني اجتماعي يسود غرفة الصف ويساهم في زيادة التحصيل العلمي وزيادة الدافعية لدى المتعلمين.
- ¨ تجعل المعلم قادراً على تنويع نشاطاته الصفية المنهجية واللامنهجية ومراعاة الفروق الفردية بين المتعلمين.
العوامل المؤثرة في ادارة الصف:
بشكل عام يمكن توضيح اهم أسباب
الصعوبات في إدارة الصف أو العوامل المؤثرة في إدارة الصف والتي تعود إلى العديد
من العوامل المتعلقة بالطالب والمعلم وكذلك الظروف التنظيمية والإدارية التي
تمليها سياسة المنهج، والعديد من المعيقات الأخرى المتشعبة.
ويمكن الإسهاب في شرح العوامل المؤثرة في ضبط الصف في النقاط التالية:
1-النظام المدرسي السائد في المدرسة:
تمثل
الادارة الصفية نظاماً فرعياً يتكامل مع النظام العام السائد في المدرسة باعتباره
جزءا من مكوناته سواء على الصعيد المادي أو علي صعيد الموارد البشرية فيه ،
فالمعلم والطالب هما المدخلان الرئيسيان للإدارة الصفية والمدير والمعلمين هما
مدخلاته للإدارة المدرسة وهذا يتطلب ما يلي:
- انسجام
نمط الادارة الصفية مع الادارة المدرسية
- تناسق
البيئة الصفية المادية مع البيئة المدرسية
- توافق
وتكامل القوانين داخل المدرسة مع القوانين والانظمة داخل الصف
- العلاقة
الانسانية بين المعلم والمدير وبين المعلم والعاملين داخل المدرسة
2-نوع (نمط) الادارة الصفية: يؤثر نمط الادارة الصفية كأحد
العوامل الهامة في ادارة الصف فالمعلم الذي يدير صفه بطريقة تسلطية تزداد لدى
الطلبة الرغبة في ممارسة المشكلات الصفية للتأكيد على الذات، والمعلم الذي يدير
بالطريقة التسيبية يتصرف طلبته كما يشاؤون دون وازع أو نظام يحكمهم، مما ينمي
داخلهم سلوكيات غير مرغوب بها دون توجيه لهم وتعديل لهذا السلوك، والمعلم الذي
يتعامل مع طلبته ايجابيا ويشركهم في اتخاذ القرارات وتحديد الاهداف ويمارس الادارة
الديمقراطية سيعبر طلبته عن افكارهم واتجاهاتهم بطريقة منظمة وايجابية.
3-وضوح الاهداف التعليمية:
إن ادراك المعلم لأهدافه التربوية يجعله قادرا على توجيه طلبته نحو تحقيق هذه
الاهداف ويزيد من فعاليتها في ادارة الحصة، كما انه سيتمكن من اختيار التقنيات
والوسائل الملائمة والانشطة الهادفة والداعمة للمناهج مما سيترتب عليه ضمان لتفاعل
الطلبة واستيعابهم لمفردات الدرس واهدافه.
4-القواعد والقوانين الصفية:
وهي مجموعة التعليمات التي يضع المعلم من خلالها إطار ناظم للعلاقة بين المدرس
والتلاميذ من جهة وبين التلاميذ والبيئة الصفية (الممتلكات المادية) وبين التلاميذ
أنفسهم ، ثم بين التلاميذ والبيئة المدرسية من جهة أخرى، وعلى المعلم أن يساعد
الطلبة في احتام هذه القوانين من خلال تباين أهميتها وضرورتها ومن أمثلة القوانين
ما يتعلق بالالتزام بالمواعيد في الحضور والانصراف – كتابة الواجبات- احترام
الزملاء وعدم الاعتداء عليهم – المحافظة على مقررات المدرسة و الصف ...الخ.
5-التعزيز: ويقصد
به الاعتراف بالسلوك المرغوب فيه وتقبله والثناء عليه وهي عملية تؤدي إلى رفع
احتمالية حدوث الاستجابة مرة أخرى وبشكل افضل، ويساهم التعزيز في تحقيق النظام
الصفي.
6-المشاركة وتبادل الخبرات التعليمية بين
المعلم والطلبة: ومن أشكال المشاركة – المناقشة
والاشتراك في التجارب، وتكليف الطلبة ببعض الأنشطة الصفية مثل: شرح بعض المفردات ،
أو الكتابة على السبورة، أو تقسيم الطلبة لمجموعات متعاونة ، الأمر الذي يسهم في
زيادة نتاجات التعلم وتحقيق إدارة أفضل داخل الصف.
7-النقد البناء لا الانتقاد الساخر:
على المعلم ان يتعامل مع الطلبة الذين تصدر منهم بعض التصرفات غير اللائقة أو
أولئك الذين يفشلون في التفاعل الايجابي مع بعض اسئلة المدرس بطريقة متزنة بعيدا
عن الانفعال والتحريج أو توجيه النقد الساخر الذي يشجع الطلبة على السخرية من هذا
الطالب، الأمر الذي ينعكس سلبا على نفسه ويسبب الاحباط وكراهية المدرس والمادة
التي يدرسها ، لذا يجب على المدرس أن:
1- ينادي الطلبة بأحب الاسماء اليهم
2-
يتعامل
مع تعديل الموقف لا مع الطالب بعينه (كالتذكير بالنظام المدرسي)
3-
إن
دعت الحاجة لتوجيه الطالب فلتكن النصيحة سرا بينه وبين الطالب
4-
التعامل
لتعديل السلوك بصيغة الجمع (ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا.....)
8-الصمت الفعال لا الصمت القسري:
والصمت الفعال هو الذي يصاحب الشرح المبسط والدرس الممتع والأداء المتميز من قبل
المدرس، وايضا هو ذلك الصمت الذي يعبر عن قيم وضوابط غرست في نفس الطالب وأصبحت
جزءا من قناعته " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خير أو ليصمت". وهو عكس الصمت القسري الذي
يمارس فيه البطش والتخويف فيؤدي إلى مشاعر الكبت ويولد الاتجاهات السلبية.
للإطلاع أو تحميل الملف كاملاً من هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
أو التحميل من خلال الرابط المختصر من هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
لمشاهدة شرح المحاضرة كاملة من هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا