استراتيجية العصف الذهني في التدريس

استراتيجية العصف الذهني


      استراتيجية العصف الذهني Brain storming  ، أو ما يعرف بالقصف الذهني أو التفتق الذهني مع أن مصطلح العصف الذهني يعد أكثر استخداماً وشيوعاً حيث أقربها للمعنى، فالعقل يعصف بالمشكلة ويفحصها ويمحصها بهدف التوصل إلى الحلول الإبداعية المناسبة لها, ولقد ابتكره أليكس أزبورن عام 1938 م بقصد تنمية قدرة الأفراد علي حل المشكلات بشكل إبداعي من خلال إتاحة الفرصة لهم معا لتوليد أكبر عدد ممكن من الأفكار بشكل تلقائي وسريع وحر التي يمكن بواسطتها حل المشكلة الواحدة ومن ثم غربلة الأفكار واختيار الحل المناسب لها, وفيما بعد تم توظيف هذا الأسلوب في تنمية التفكير الابتكاري لطلاب المدارس

      كما تعد طريقة العصف الذهني في التعليم و التدريب من الطرق الحديثة التي تشجع التفكير الإبداعي وتطلق الطاقات الكامنة عند المتعلمين و المتدربين في جو من الحرية والأمان يسمح بظهور كل الآراء والأفكار حيث يكون المتدرب في قمة التفاعل مع الموقف وتصلح هذه الطريقة في القضايا والموضوعات المفتوحة التي ليس لها إجابة واحدة صحيحة.                 

مفهوم العصف الذهني:                                                      

استرتيجية العصف الذهني واحدة من آساليب تحفيز التفكير والإبداع الكثيرة التي تتجاوز في أمريكا أكثر من ثلاثين أسلوبا ، وفي اليابان أكثر من مئة أسلوب من ضمنها الأساليب الأمريكية , فالعصف الذهني أسلوب تعليمي وتدريبي يقوم على حرية التفكير ويستخدم من أجل توليد أكبر كم من الأفكار لمعالجة موضوع من الموضوعات المفتوحة خلال جلسة قصيرة.

المبادئ الأساسية في جلسة العصف الذهني:

يعتمد نجاح جلسة العصف الذهني على تطبيق أربعة مبادئ أساسية هي:                                     

أولاً: إرجاء التقييم وضرورة تجنب النقد:

لايجوز تقييم أي من الأفكار المتولدة في المرحلة الأولى من الجلسة لأن نقد أو تقييم أي فكرة بالنسبة للفرد المشارك سوف يفقده المتابعة ويصرف انتباهه عن محاولة الوصول إلى فكرة أفضل لأن الخوف من النقد والشعور بالتوتر يعيقان التفكير الإبداعي.                     

 ثانيا:إطلاق حرية التفكير:

أي التحرر مما قد يعيق التفكير الإبداعي وذلك للوصول إلى حالة من الاسترخاء وعدم التحفظ بما يزيد انطلاق القدرات الإبداعية على التخيل وتوليد الأفكار في جولا يشوبه الحرج من النقد والتقييم ’ويستند هذا المبدأ إلى أن الأخطاء غير الواقعية الغريبة والطريفة قد تثير أفكارا أفضل عند الأشخاص الآخرين.                                                              ثالثا:الكم قبل الكيف:

      أي التركيز في جلسة العصف الذهني على توليد أكبر قدر من الأفكار مهما كانت جودتها, فالأفكار المتطرفة وغير المنطقية أو الغريبة مقبولة ويستند هذا المبدأ على الافتراض بأن الأفكار والحلول المبدعة للمشكلات تأتي بعد عدد من الحلول غير المألوفة والأفكار الأقل أصالة.        

رابعا:البناء على أفكار الآخرين:

      أي جواز تطوير أفكار الآخرين والخروج بأفكار جديدة فالأفكار المقترحة ليست حكرا على أصحابها فهي حق مشاع لأي مشارك تحويرها وتوليد أفكار منها.

معوقات التفكيرالإبداعي:                                 

      يمتلك كل منا قدرا لا بأس به من القدرة على التفكير الإبداعي أكثر مما نعتقد عن أنفسنا ولكن يحول دون تفجر هذه القدرة ووضعها موضع الاستخدام والتطبيق عدد من المعوقات التي تقيد الطاقات الإبداعية ومنها: 

1- المعوقات الإدراكية:                                  

      وتتمثل المعوقات الإداركية بتبني الإنسان طريقة واحده للنظر إلى الأشياء والأمور فهو لا يدرك الشيء إلا من خلال أبعاد تحددها النظرة المقيدة التي تخفي عنه الخصائص لهذا الشيء.                        

      مثال البارومتر:جهاز لقياس الضغط الجوي وهي خاصية واحدة فرضها النظام التعليمي,وعند التخلص من العائق الإدراكي نري فيه أبعاد أخرى منها,أنه يمكن استخدامه بندولا أو هدية أو أداة لقياس أو لعبة للأطفال.                   

2- العوائق النفسية:                                            

      وتتمثل في الخوف من الفشل,ويرجع هذا إلى عدم ثقة الفرد بنفسه على ابتكار أفكار جديدة وإقناع الآخرين بها,وللتغلب على هذا العائق يجب أن يدعم الإنسان ثقته بنفسه وقدراته على الإبداع وبأنه لا يقل كثيرا في قدراته ومواهبه عن العديد من العلماء الذين أبدعوا واخترعوا واكتشفوا.

3-التركيز على ضرورة التوافق مع الآخرين:                      

      يرجع ذلك إلى الخوف أن يظهر الشخص أمام الآخرين بمظهر يدعو للسخرية لأنه أتى بشيء أبعد ما يكون عن المألوف بالنسبة لهم.                          

4- القيود المفروضة ذاتيا:      

      يعتبر هذا العائق من أكثر عوائق التفكير الإبداعي صعوبة ذلك أنه يعني أن يقوم الشخص من تلقاء نفسه بوعي أو بدون وعي بفرض قيود لم تفرض عليه لدى تعامله مع المشكلات.      

5-التقيد بأنماط محدده للتفكير:                          

      كثيرا ما يذهب البعض إلى اختيار نمط معين للنظر إلى الأشياء ثم يرتبط بهذا النمط مطولا لا يتخلى عنه كذلك قد يسعى البعض إلى افتراض أن هناك حلا للمشكلات يجب البحث عنه.                                     

6-التسليم الأعمى للافتراضات:                                  

      وهي عملية يقوم بها العديد منا بغرض تسهيل حل المشكلات وتقليل الاحتمالات المختلفة الواجب دراستها.  

7-التسرع في تقييم الأفكار:                                  

      وهو من العوائق الاجتماعية الأساسية في عملية التفكير الإبداعي ومن العبارات التي عادة ما تفتك بالفكرة في مهدها ما نسمعه كثيرا عند طرح فكرة جديدة مثل: لقد جربنا هذه الفكرة من قبل من يضمن نجاح هذه الفكرة هذه سابقة جدا لوقتها وهذه الفكرة لن يوافق عليها المسئولون.

8-الخوف من اتهام الآخرين لأفكارنا  بالسخافة:               

وهو من اقوي العوائق الاجتماعية للتفكير الإبداعي هذا ويعتبر العصف الذهني أحد أهم الأساليب الناجحة في التفكير الإبداعي. 

أشكال العصف الذهنيّ:

1- من حيث العدد:

أ- فرديّ: يستطيع الفرد استخدامه لوحده كطريقة تفكير أو البحث عن حلول أو النظر في قضيّة.
ب-جماعيّنستطيع استخدامه ضمن العمل في مجموعات.

2- من حيث نوع المثير:

أ- معنويّ "مجرّد": يكون المثير مجرّداً، مثل طرح تساؤل، أو الطلب من المجموعة التفكير بحلّ.
ب- مادّيّ "حسّيّ": يستخدم المثير عمليًا من خلال حواسّنا كأن نستخدم الرسومات، الأدوات، لعبة،..

3- من حيث الأسلوب:

أ- شفاهيّمن خلال جلسات الحوار والنقاش وطريقة التداعي الحرّ للأفكار.
ب- كتابيّكتابة جميع الأفكار وتدوينها بحيث يراها جميع المشاركين.

4- من حيث طريقة التنفيذ:

أ- مباشرميسّر المجموعة يثير سؤالاً ثمّ يدوّن مباشرة الاستجابات وردود الفعل.
ب- متدرّجيمرّ العصف الذهنيّ في مراحل متدرّجة، فرديّ ثمّ ثنائيّ أو مجموعات صغيرة ثمّ مشاركة في المجموعة الكبيرة.

 خطوات جلسة العصف الذهني:           

      تمر جلسة العصف الذهني بعدد من المراحل يجب توخي الدقة في أداء كل منها على الوجه المطلوب لضمان نجاحها وتتضمن هذه المراحل ما يلي:                   

1-            تحديد ومناقشة المشكلة(الموضوع).                    

      قد يكون بعض المشاركين على علم تام بتفاصيل الموضوع في حين يكون لدى البعض الآخر فكرة بسيطة عنها وفي هذه الحالة المطلوب من قائد الجلسة هو مجرد إعطاء المشاركين الحد الأدنى من المعلومات عن الموضوع لأن إعطاء المزيد من التفاصيل قد يحد بصورة كبيرة من تفكيرهم ويحصره في مجالات ضيقة محددة.                                     

2-إعادة صياغة الموضوع:                                  

      يطلب من المشاركين في هذه المرحلة الخروج من نطاق الموضوع على النحو الذي عرف به وأن يحددوا أبعاده وجوانبه المختلفة من جديد فقد تكون للموضوع جوانب أخرى, وليس المطلوب اقتراح حلول في هذه المرحلة وإنما إعادة صياغة الموضوع وذلك عن طريق طرح الأسئلة المتعلقة بالموضوع ويجب كتابة هذه الأسئلة في مكان واضح للجميع.                                      

3-تهيئة  جو الإبداع والعصف الذهني:          

      يحتاج المشاركون في جلسة العصف الذهني إلى تهيئتهم للجو الإبداعي ويستغرق عملية التهيئة حوالي خمس دقائق يتدرب المشاركون على الإجابة عن سؤال أو أكثر يلقيه قائد المشغل.                                   

4-العصف الذهني:                                                     

      يقوم قائد الشغل بكتابة السؤال أو الأسئلة التي وقع عليها الاختيار عن طريق إعادة صياغة الموضوع الذي تم التواصل إليه في المرحلة الثانية ويطلب من المشاركين تقديم أفكارهم بحرية على أن يقوم كاتب الملاحظات بتدوينها بسرعة على السبورة أو لوحة ورقية في مكان بارز للجميع مع ترقيم الأفكار حسب تسلسل ورودها ويمكن للقائد بعد ذلك أن يدعو المشاركين إلى التأمل بالأفكار المعروضة وتوليد المزيد منها.

 5-تحديد أغرب فكرة:                                                         

      عندما يوشك معين الأفكار أن ينضب لدى المشاركين يمكن لقائد المشغل أن يدعو المشاركين إلى اختيار أغرب الأفكار المطروحة وأكثرها بعدا عن الأفكار الواردة وعن الموضوع ويطلب منهم أن يفكروا كيف يمكن تحويل هذه الأفكار إلى فكرة عملية مفيدة وعند انتهاء الجلسة يشكر قائد المشغل المشاركين على مساهماتهم المفيدة.                                  

6-جلسة التقييم:                                                     

      الهدف من هذه الجلسة هو تقييم الأفكار وتحديد ما يمكن أخذه منها وفي بعض الأحيان تكوين الأفكار الجيدة بارزة وواضحة للغاية ولكن الغالب تكون الأفكار الجيدة دفينة يصعب تحديدها ونخشى عادة أن تهمل وسط العشرات من الأفكار الأقل أهمية وعلمية التقييم تحتاج نوعا من التفكير الانكماشي الذي يبدأ بعشرات الأفكار ويلخصها حتى تصل إلى القلة الجيدة.  

ويمكن للمعلم أن يقوم بالإجراءات التالية لإستخدام استراتيجية العصف الذهني بشكل جماعي:   

أأن يختار المعلم مجموعة التدريب وعددها من 5 إلى 10 متعلمين، لهم رئيس أو مقرر يدير الحوار.

بأن يتولى الرئيس تعريف أسلوب العصف الذهني عند تطبيقه لأول مرة لبقية أفراد مجموعة التدريب.

جأن يذكر الرئيس أعضاء المجموعة بالقواعد الأساسية للعصف الذهني التي عليهم الأخذ بها، وقد يكتبها على لوحة تعرض أمام المجموعة، مثل:

تجنبوا نقد أفكار غيركم ولا تسخروا من أية فكرة مهما كانت.

أفصحوا عن أفكاركم بحرية وعفوية ودون تردد مهما يكن نوعها أو واقعيتها.

اطرحوا أكبر كمية ممكنة من الأفكار.

– قدموا إضافات على أفكار الآخرين بدون نقد لها.

ديفتح الرئيس الباب لأفراد المجموعة لطرح أفكارهم حول حل المشكلة، ويكتب أمين السر هذه الأفكار على السبورة أوغيرها من أدوات العرض- أولا بأول بدون تسجيل أسماء من يطرحها.

ذعند توقف سيل الأفكار يوقف الرئيس الجلسة لمدة دقيقة للتفكير في طرح أفكار جديدة وقراءة الأفكار المطروحة سلًفا، ثم يفتح الباب مرة أخرى للأفكار الجديدة للتدفق بحرية وتكتب أولا بأول، وفي حالة قلة الأفكار المطروحة فإنه يحاول استثارتهم بكلمات تولد لديهم مزيدا من الأفكار، كما قد يقدم هو ما لديه من أفكار.

ر- بعدما تنتهي المجموعة من طرح أكبر كمية من الأفكار تقيَّم الأفكار.                            ويمكن تصنيف الأفكار إلي:                                               

  -أفكار مفيدة وقابلة للتطبيق مباشر.                                

  -أفكار مفيدة إلا أنها غير للتطبيق مباشرة أو تحتاج إلى مزيد من البحث أو موافقة جهات.                                  

  -أفكار طريفة وغير عملية.                                             

  -أفكار مستثناة.

ويتم تقييم الأفكار بإحدى طريقتين:

1- التقييم عن طريق الفريق المصغر : وهو يتكون من الرئيس وثلاثة من أفراد المجموعة يتم اختيارها من قبل المجموعة أو من قبل الرئيس فى ضوء النقاط التالية :

-         إجراء فحص أو مراجعة سريعة لقوائم الأفكار ( الحلول ) للتأكد من عدم أي من الأفكار الإبداعية

-   تقييم الأفكار علي أساس المعايير التالية : الجدة والأصالة والمنفعة ومنطقية الحل والتكلفة ومدى القبول والجدول الزمني للتنفيذ

-         استبعاد الأفكار التي لا تساير المعايير السابقة

-   تصنيف الأفكار المتبقية فى رزم مصغرة تشمل كل منها عدد الأفكار المرتبطه حتى يسهل التعامل معها

-   تجمع أفضل الأفكار فى كل رزمة من الرزم السابقة ويطبق عليها نفس المعايير السابقة مرة ثانية حتى يتم الوصول إلي أفضل الأفكار

2- التقييم عن طريق جميع أفراد المجموعة .

مزايا أسلوب العصف الذهني :

يوجد العديد من مزايا التي تخص استخدام أسلوب العصف الذهني نشير إلي أهما بإيجاز:

-         سهل التطبيق فلا يحتاج إلي تدريب طويل من قبل مستخدميه في برامج التدريب.

-         اقتصادي

-         مسلي ومبهج

-         ينمي التفكير الإبداعي

-         ينمي عادات التفكير المفيدة

-         ينمي الثقة بالنفس من خلال طرح الفرد آراءه بحرية دون تخوف من نقد الآخرين لها .

عناصر نجاح عملية العصف الذهني :

لا بد من التأكيد على عناصر نجاح عملية العصف الذهني وتتلخص في الآتي :

-         وضوح المشكلة مدار البحث لدى المشاركين وقائد النشاط مدار البحث .

-   وضوح مبادئ ، وقواعد العمل والتقيد بها من قبل الجميع ، بحيث يأخذ كل مشارك دوره في طرح الأفكار دون تعليق ، أو تجريح من أحد .

-   خبرة قائد النشاط ، أو المعلم ، وقناعته بقيمة أسلوب العصف الذهني كأحد الاتجاهات المعرفية في حفز الإبداع .

ويحدد البعض عدداً من شروط نجاح عملية العصف الذهني فيما يلي:

-          تهيئه الطلبه نفسيا واثاره حماسهم للعمل الذهني .

-         توزيع الطلبه بين مجموعات ذات اعداد قليله تتسم بانسجام افرادها ورغبتهم في العمل المشترك .

-         تنظيم البيئة التعليمية بطريقة تسمح لجميع الطلبة بالمشاركة في طرح الاراء ومناقشتها .

-         ادارة النقاش من المدرس من دون التدخل الا عندما يميل الطلبة الى النقد والتقويم .

-         حرص المدرس على اعطاء الفرص الكافية لكل طالب لكي يطرح اراءه بحرية تامة.

-         استخلاص اراء الطلبة وتصنيفها في فئات وكتابتها على السبورة .

-         تحديد الوقت اللازم للوصول الى الحل لكي لا يبقى الوقت مفتوحا .

-         الحد من استحواذ بعض الطلبة على وقت الدرس واعطاء كل طالب نصيبا من المشاركة في الدرس .

-         عدم التلميح بالحل الصحيح وعدم فرض المدرس اراءه على الطلبة .

-         تقديم الحلول النهائية واختيار الحل الامثل .

-         تعويد المشاركين عدم التوتر بسبب الاراء المخالفة لارائهم .

عيوب في الاستخدام لاستراتيجية العصف الذهني:

-         قد تتشعب الأفكار، ويؤدي إلى البعد عن الهدف الحقيقي للمشكلة.

-         قد لاتكون الافكار التي يطرحها الطلبة اصيله لتسرعهم في طرحها .

-         تحتاج لمعلمين لديهم خبرة، ودراية، وقدرة إدارية.

-   عدم الالتزام بالقواعد أو مبادئ العصف الذهني مثل التعصب لفكرة أو ضدها أو الابتعاد عن التشجيع، وعدم تفاعل المتعلم ورضاه عن ما حصلوه.


لمشاهدة فيديو شارح الجزء الاول  من هنـــــــــــــا

لمشاهدة فيديو شارح الجزء الثاني من هنــــــــــــا

لمشاهدة فيديو شارح الجزء الثالث من هنــــــــــــــا


يمكنك الإطلاع علي الملف كاملاً pdf من هنــــــــــــــا

المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق