عملية التدريس والتدريس المصغر

مفهوم عملية التدريس

التدريس المصغر

يعد التدريس عملية تربوية هادفة، يتم بواسطتها إعداد أبناء الأمة، وتوجيه نموهم الفكري، والوجداني ، والاجتماعي والجسمي ليصبحوا مؤهلين القيام بأدوارهم الخيالية المنوعة. والتدريس عملية اجتماعية إنسانية الفاعل فيها كافة الأطراف من إداريون، وعاملين ومعلمين وطلاب ومشرفين تربويين يعرض نمو الطالب باختيار المعارف والمهارات والاتجاهات التي تساهم، وتتمشى مع روح العصر ومطلبات الحياة الاجتماعية.

مصطلح التدريس في الإطار التقليدي

هو ما يقوم به المعلم من نشاط لأجل نقل المعارف إلى عقول الطلاب ويتميز دور المعلم بالإيجابية ودور الطالب بالسلبية في معظم الأحيان.

مصطلح التدريس بمفهومه المعاصر

إن التدريس المعاصر هو عملية تربوية هادفة وشاملة تتضمن كافة العوامل المكونة للمعلم والمتعلم ويتعاون  خلالها كل من المعلم والطلاب والإدارة المدرسية والعرف الصفية، والأسرة والمجتمع، لتحقيق الأهداف التربوية والتدريس إلى جانب ذلك عملية تفاعل اجتماعي وسيلها الفكر والحواس والعاطفة واللغة.

والتدريس موقف يسير بالتفاعل بين طرفين لكل منهما أدوار يمارسها من أجل تحقيق أهداف معينة. ومعنى هذا أن الطالب يأتي إلى المدرسة مزودا بخبرات عديدة، كما أن لديه التساؤلات متنوعة تحتاج إلى إجابات فالطالب يحتاج إلى أن يتعلم كيف يتعلم، وهو في حاجة أيضا إلى تعلم مهارات القراءة والاستماع والنقد وإصدار الأحكام.

فالموقف التدريسي يجب النظر إليه على نحو كلي أنه يضم عوامل عديدة تتمثل في : المعلم والطلاب والأهداف التي يرجى تحقيقها من الدرس والمادة الدراسية، والزمن المتاح، والمكان المخصص للدرس وما يستخدمه المعلم من طرق التدريس إلى جانب العلاقة بين المدرسة والبيت والمحيط الاجتماعي الذي ينتمى له الطالب.

مفهوم التدريس المصغر

وهو أسلوب لتدريب المعلم إثناء الخدمة على مهارات تدريس متعددة لمستخدمها داخل قاعة الدراسة ويقدم فيها  درس مصغر مدته عشر دقائق يتراوح عددهم ما من ( 10،8) أفراد مستخدماً أنواع السلوك والأعمال وثيقة الصلة بتلك المهارات تم يتلقى المتعلم تغذية  ذاتية وخارجية عن طريق الأقران وتحت توجه المشرف ثم بعيد المتعلم تخطيط الدرس وتدريسه مرة أخرى للأقران

 كذلك هو موقف تدريسي، يتدرب فيه المتعلمون على مواقف تعليمية حقيقية تشبه غرفة الفصل المادي ويدرب المتعلم - في الغالب - على مهارة تعليمية واحدة أو مهارتين  بقصد الانتقال إلى مهارة جديدة وهو كذلك لتدريس حقيقي لأبعاد مصغرة حيث يقوم الطالب بتدريس درس مصغر ( لمجموعه من زملاء الطالب المعلم ) يتراوح عندهم بين ( ۱۰ ) أفراد لمدة قصيرة من ويتم تسجيل هذه الدروس بكاميرا  وإعادة المشاهدة للاستفادة من النقد من قبل المشرف والطالب المعلم نفسه وإذا لم تتوافر هذه الأجهزة المصورة فإنه يتم استبدالها بكتابه الملاحظات ورقيا  ويعيد الطالب التدريس مرة أخرى للاستفادة من التغذية  الراجعة الناتجة من عمليات محاولة لتحسين مهارات وأدانه وتفيد التغذية الراجعة الطلاب جميعا وليس فقط الطالب الذى يؤدى دور المعلم بحيث تفيده في الاستفادة من أخطاءه في المرات القادمة من الشرح وأيضا تفيد باقى زملائة  .

نشأة التدريس المصغر :

نشأت فكرة التدريس المصغر بناء على مسلمة قوامها أن عملية التدريس عملية معقدة ومركبة، وأن التدريب عليها لأول مرة من قبل الطالب المعلم من خلال التدريب الميداني وفي فصل دراسي مزدحم بالمتعلمين بعد أمراً مخيفاً ومرعباً ومشكلة كبيرة قد يؤدي به إلى الشعور بالعجز في قيامه بالتدريس ، لذا أخذت جامعة ستانفورد بالولايات المتحدة الأمريكية سنة ١٩١٣ فكرة التدريس المصغر  كأسلوب لإعداد المعلم ، ونشأة فكرة التعليم المعمارى  بناء على مسلمة مؤداها أن عملية التعليم أو التدريس علية مركبة  في فصل مزدحم بالتلاميذ، وأن الطالب / المعلم أو المعلم المبتدئ بواجهة مواقف صعبة - غير مفيدة حيث - لا يعطى الطالب / المعلم مؤشرات نجاحه أو فشله، ولا يحدد له جوانب قوته أو نقاط ضعه فيصر على مواجهتها " ولا يعرف كيفية التسجيل  أو التطوير والتقدم في أدائه التدريسي ، لذا كانت فكرة التعليم المصغر المواجهة تحل  العديد من  معضلات الأعداد المهني الطلب / المعلم.

ومنها على سبيل المثال وليس الحصر ما يلي :

1-التقليل والتبسيط من تعقيدات الموقف التعليمي .

2- تقليل عند التلاميذ الذين يواجههم المعلم

3- التدريب على المهارات في بيئة واضحة المتغيرات يسهل التحكم فيها.

4-  تقديم التغذية المرتدة للطالب / المعلم  بطريقة فورية.

من ثم يشعر الطالب / المعلم بالأمان وتزايد ثقته بنفسه، حيث يصل في بيئة واضحة المتغيرات يسهل عليه التفاعل معها والتحكم فيها ويدرك أبعادها .

أهمية التدريس المصغر

تبرز أهمية  التدريس المصغر من حيث إنه :

ا- تدريس مخطط له بعناية ويتم في جو أقرب ما يكون المجال التدريسي الطبيعي بحيث يلعب الطالب دور المعلم ويلعب زملائة دور الطلاب  في جو أقرب للتدريس الطبيعى .

 2- تدريس مركز حيث يتناول غالبا مهارة واحدة أو جزءا واحدا من الدرس محدد مسبقا أي أنه يتناول جزء محددا  ويبعد عن التعقيدات أو تراكيب المحتوى.

3- يوفر تغذية مرتبة فورية وبالتالي يستفيد الطالب مباشرة من تدريسه ويكتب معلومات مفيدة تحسن من طريقة وأسلوب تدريسية  بمجرد الانتهاء من ذلك. كما أنه يدرك بنفسه مكان القصور في تعليمه من خلال التسجيل عبر الصوت والصورة .

4- ينمي القدرة الذاتية لدى الطلاب المعلمين على نقد أنفسهم ذاتيا، ونقد زملائهم ومن المعروف أن النقد الذاتي يكون أثره أبعد في عمليات التصحيح بعد ذلك. كأنه يعالج الكثير من الأخطاء الشائعة في أداء الطالب المعلم حيث يتيح له نقد جوانب أدائه ومقاربتها بالأداء النموذجي مما يؤدي إلى تعديل لسلوكه ومكتسباته للمهارات المختلفة.

5- يمر التدريب على المهارة في صورته النموذجية من خلال دراسة المهارة معرفيا (نظريا)، والتخطيط لترتيب على المهارة، وممارسة المهارة في شكل دروس مصغرة وتحليل أداء المتدرب لها، مع إمكانية إعادة التدريب على المهارة حتى الوصول لدرجة الإتقان .

6- صغر حجم قاعة  التدريب وكذلك الوقت الذي يستعرق في عملية التدريس يؤدي إلى خفض التعقيدات إلى حد كبير ويوفر وقت المراجعة الأداء والتعديل إذاتطلب الأمر.

7-يتناسب مع مجموعات العمل الصغيرة التي تتطلبها عملية تعلم  المهارات وهو يتيح الطالب المعلم أن يتدرب على مهارات تدريسية معينة قبل أن يخوص تجربة التدريس الفعلي بالمدارس .

8- التدريس المصغر يعطى فرصة لعدد أكبر من الطلاب المعلمين للممارسة التدريس، بحيث يستغرق الموقف التدريسي وقت قصير مما يتيح لعدد أكبرمنهم المشاركة.

المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق